السّيستاني وتكفير المسلمين الباطنيّ!!

#للواقعيّة والظّاهريّة اصطلاحات ومداليل مختلفة في الميدان الفقهي والأصولي والكلامي وغيرها أيضاً، فلا تغرّنك التّوظيفات الخاطئة والمموّهة لها من قبل بعض عرّابي المرجعيّات الدّينيّة في أيّامنا؛ فحينما يُقال إنّ السّيستاني يرى: «إنّ المسلم غير الاثني عشريّ مسلم واقعاً وظاهراً، لا ظاهراً فقط، ولذلك فإنّ عبادته ـ كصلاته وصومه وحجّه ـ تكون مجزية ومبرئة لذمّته من التّكليف بها إذا كانت مستوفية الشّروط»، فكلامه تامّ ووفقاً للمباني الّتي يختارها هو وجملة من الفقهاء الآخرين؛ لأنّ الواقع والظّاهر في أمثال هذه المواطن يُفترض تطابقهما بلحاظ الدّليل، سيّما مع تقييد الإجزاء بضرورة استيفاء العبادات للشّروط.
#ولكن ستكون للسّيستاني نفسه إجابة مختلفة تماماً إذا ما سألناه هذا السّؤال: هل يرى سماحتكم أنّ المسلم غير الاثني عشريّ مسلم ظاهراً وباطناً ـ ولو في عالم الآخرة ـ وفقاً لموازين الأئمّة المؤسّسين ورواياتهم الصّريحة والمعتبرة عندكم، أم هو مسلم ظاهراً فقط وفقاً لهذه الموازين؟!
#لا شكّ في أنّ السّيستاني سيجيب على البداهة وفقاً للمنظومة الكلاميّة والفقهيّة الاثني عشريّة الّتي كتب بها رسالته العمليّة: إنّ المسلم غير الاثني عشريّ هو مسلم ظاهراً وفقاً لهذه الموازين وهذه المداليل لاصطلاح الظّاهر والباطن، وكيف يمكنه أن يقول غير ذلك ورسالته العمليّة واضحة في تقرير خلافه؛ ومن يُراجع ما قرّره في شرح النّجاسة الثّامنة في أبواب النّجاسات ـ وهي الكافر ـ يرى تفصيل ذلك بوضوح، كما أنّ من يلاحظ حكمه بعدم إجزاء آذان غير الاثني عشريّ، وكذا عدم صحّة إمامته للجماعة، واحتياطه بعدم إجزاء استنابته في باقي العبادات أيضاً…إلخ من أمور عُدّ الإيمان ـ والّذي يعني التشيّع الاثني عشريّ ـ شرط صحّة أو قبول العبادات فيه، فسيلاحظ هذه الأمور واضحة وجليّة ومبثوثة فيه بوضوح تامّ.
#أتمنّى على الجميع أن يفكّر بعقله لا بأُذنه، وأن يبتعد عن العواطف والمشاعر المذهبيّة في تقييم الأمور، وأن لا يستغفل من يُصطلح عليهم بـ “عوام النّاس” بمثل هذه التّلبيسات والاصطلاحات، ويذهب صوب نصوص الأئمّة المؤسّسين الّتي كانت هي العامل الأساس والأوحد في تكفير باقي فرق المسلمين، وقلّدهم في هذا المشروع بعض أبنائهم وأحفادهم من الأئمّة المعروفين، وهكذا حتّى وصلنا إلى ما وصلنا إليه من فتاوى الفقهاء المتّبعة حاقّ هذه النّصوص والمنساقة معها، ومن غير ذلك سنبقى في “نفس الطّاس ونفس الحمّام”، ونقاتل في سبيل الحفاظ على الصّورة النمطيّة الغارقة في المثاليّة المرسومة خطأً في أذهاننا عن الأئمّة المؤسّسين، ونتّهم أهل الدسّ والتّزوير بالافتراء عليهم في ذلك، فليُتأمّل في قولي هذا كثيراً؛ دفاعاً عن الحقيقة لا عن الأشخاص، والله من وراء القصد.
#ميثاق_العسر

https://www.facebook.com/jamkirann/posts/3246901752098793