الرّسول وحكم استعباد ونكاح النّساء العربيّات وبيعهنّ!!

#أغار الرّسول على بني المصطلق [خزاعة] وهم غارّون غافلون، وأنعامهم تُسقى على الماء، فقتل مقاتلتهم، وسبى نساءهم، وحينما طالت العزبة على أصحابه اشتهوا نساء خزاعة المسبيّات وهنّ من كرائم العرب ونفائسها ـ على حدّ وصفهم ـ فوقعوا في حيرة؛ وذلك لأنّهم كانوا يفكّرون تفكيراً تجاريّاً محضاً؛ حيث رأوا: أنّ الاقتراب الجنسي من هؤلاء النّسوة سيفضي إلى الحَبل؛ إذ سيصبحن أمّهات أولاد ويصعب بطبيعة الحال بيعهنّ، فذهبوا للرّسول يستفتونه حول جواز وعدم جواز العزل، فأجاب بجواب لافت حيث قال ما معناه: «ما عليكم ضرر في ترك العزل؛ لأنّ كلّ نفسٍ قدَّر الله تعالى خلقها لا بد أن يخلقها، سواء عزلتم أم لا، وما لم يقدّر خلقها لا يقع، سواء عزلتم أم لا، فلا فائدة في عزلكم؛ إن كان الله تعالى قدر خلقها: سبقكم الماء، فلا ينفع حرصكم في منع الخلق». [شرح النّووي على مسلم: ج10، ص15، ط قرطبة].
#وهذا الجواب المرويّ عن الرّسول بصيغ مختلفة يتنافى تمام التّنافي مع الواقع العلميّ المسلّم؛ لأنّ العزل إذا تحقّق بشروطه ـ بمعنى إلقاء تمام الحيامن خارج الفرج ـ فسوف يمنع من الحمل جزماً وحتماً؛ لأنّها الطّريق الحصريّ لتلقيح بويضة المرأة، وبالتّالي: فربط الأمور بالمشيئة والقدر وادّعاء أن العزل وعدمه سواء من حيث تحقّق الحمل أمر مشكل جدّاً، الّلهم إلّا إذا أردنا تأويل هذا الكلام كما سعى بعضهم، وقلنا: إنّ مقصوده عدم تحقّق العزل حقيقة؛ لأنّ العازل يحسب نفسه لم يتمّ وهو قد ألقى جزءاً من مائه في الفرج. [فتح الباري: ج15، ص612، تحقيق: الأرنؤوط].
#والتّأويل الأخير كما ترى؛ لأنّ الرّسول أفاد عدم الفرق بين العزل وعدمه من حيث التّأثير على الحبل أصلاً؛ وربط الأمر بالمشيئة الإلهيّة، مع أنّ الغزاة أنفسهم والّذين قدّموا الاستفتاء إليه كانوا يؤمنون بنجاعة العزل وجدوائيّته في منع الحبل ولو بنسبة مئويّة عالية، لكنّهم أرادوا الاستفتاء عن الموقف الفقهي لذلك لا الموقف العلميّ؛ لأنّ اليهود المعاصرين لهم والسّاكنين معهم أو بقربهم كانوا يُسمّون العزل “الموءودة الصّغرى”، فربط الأمر بالقضاء الإلهي لا معنى له في المقام؛ لأنّ الاستفتاء غير ناظر لهذه الجهة أصلاً.
#وفي الحقيقة: إنّ هذا الّلون من الممارسات والفتاوى الصّادرة من الرّسول تضع الباحث المسلم أمام خيارات صعبة للغاية؛ فهو من جانب يؤمن بأنّ الواقع بجميع أنواعه وبعرضه العريض منكشف للرّسول مهما اخترنا من بيانات كلاميّة أو فلسفيّة أو عرفانيّة أو قرآنيّة أو روائيّة لذلك، وبالتّالي فما ينطق عن الهوى بمختلف متعلّقاته ومرتكزاته، ومن جانب آخر يرى أنّ جملة من ممارساته وفتاواه تصطدم مع الواقع الأخلاقي والعلمي المتّفق عليه، لكنّه بدل أن يُعيد النّظر في قبليّاته الدّينيّة والمذهبيّة بعناية فائقة، يضطرّ إلى ممارسة التّرقيع تلو التّرقيع في سبيل الحفاظ على قبليّاته، وكلّما كان أكثر ترقيعاً كان أكثر إيماناً وورعاً وديناً، فتفطّن كثيراً كثيراً كي لا تكون ضحيّة المرقّعين، والله من وراء القصد.
https://www.facebook.com/jamkirann/posts/3538706592918306