#يحسب بعضهم جهلاً أو جهالةً أنّ ما انعكس في ذهن المتلقّي الغربيّ عن الرّسول من إغراقه في الجنس واهتمامه بالنّساء، إنّما هو حاصل روايات البخاري ومسلم وأضرابهما والّتي هي روايات إسرائيليّة مدسوسة على حدّ وصفهم، وإذا ما رجع الباحث إلى تراثنا الاثني عشريّ النّقي والصّحيح فسيجد صورة مختلفة تماماً، وهي المنسجمة مع صورته القرآنيّة الّتي تقول: “وإنّك لعلى خلق عظيم”.
#وهذا الكلام لا يعدو الجهالة أو التّجهيل كما ألمعنا، وهو من تأثيرات المنابر السّاذجة الّتي تعمّدت تعميق مثل هذا الخطاب الطّائفيّ البغيض على حساب الحقيقة، وأبعدت جماهيرها عن القراءة المباشرة لتراثها وكتبها الحديثيّة، وصوّرت لها خلوّ تراثنا عن هذه النّقولات بالمطلق، وإنّ ما جاء فيه ويلوح منه ذلك فهو ضعيف ساقط عن الاعتبار!!
#وإنّما أصفه بذلك: لأنّ زواج الرّسول من تسع نسوة وهو في عمر ينيّف على الخمسين مسألة متّفق عليها، كما أنّ وجود روايات عدّة صحيحة ومعتبرة بمقاييس أصحابنا تتحدّث عن امتلاكه قوّة جنسيّة كبيرة تقدّر بقوّة أربعين رجلاً، ومغامراته في الزّواج والطّلاق والاصطفاء، والإعجاب بالنّساء الأجنبيّة…إلخ مسألة متّفق عليها أيضاً وواردة في أمهّات كتبنا الحديثيّة المعتبرة سيّما الكافي الموصوف بالشّريف.
#كما أنّ من يُريد إسقاط هذه الصّحاح عندهم بأوهام مخالفتها للقرآن فهو مخطئ تماماً؛ لأنّ القرآن البعدي بصيغته الواصلة ـ إذا لم يثبتها ولو من خلال قصّته مع زوجة زيد وأشباهها بصيغتها الاثني عشريّة ـ فهو لا ينفيها بالمطلق.
#لذا علينا إمّا تقبّل هذه الحقائق والتّسليم بها وموضعة كلّ شيء مكانه كما قام بذلك عموم علمائنا الكبار وعموم علماء الإسلام أيضاً، أو إنكارها والالتزام بلوازم إنكارنا كاملاً ممّا يعني انسداد باب العلم والعلمي بالدّين الإسلاميّ مُطلقاً.
#أمّا مساعي الورديّين الجُدد ممّن يحاول رسم صورة عصريّة غارقة في المثاليّة عن شخصه “ص” من دون تقديم إجابات مقنعة وعلميّة لما تقرّره هذه النّصوص الصّحيحة بمقاييسهم فلا قيمة لها في سوق العلم، فتأمّل كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.
#ميثاق_العسر
#الرّسول_المذهبي