#لا يوجد عاقل بين المسلمين على اختلاف مذاهبهم وفرقهم ونحلهم يُنكر أنّ أوامر الرّسول العسكريّة ادّت إلى قتل وذبح وسبي واسترقاق واغتنام بعض البشر في أيّام إقامته في المدينة، كما اتّفقت كلمتهم أيضاً على أنّ جميع هذه الممارسات الّتي أمر الرّسول بها أو طبّقها إنّما حصلت لأنّ ضحاياها مستحقّون لذلك، بغضّ النّظر عن جهلنا أو معرفتنا لأسباب ذلك.
#وما دام الأمر كذلك: فلماذا ينزعج المسلمون حينما يبادر من لا يرى أخلاقيّة ولا شرعيّة هذه الممارسات: لنقلها أو تصويرها أو رسمها أو إنتاج أفلام ومسلسلات ساخرة عنها؟! فما يعتبرونه إساءة لا يعدّه الآخر إساءة؛ لأنّ الإساءة إنّما تسمّى كذلك إذا كانت نابعة من إيمان بحقّانيّة وأخلاقيّة وشرعيّة هذه الممارسات عند النّاظر لها، أمّا والحال ليس كذلك فلا مبرّر للانزعاج وانتفاخ الأوداج.
#بل ولا معنى لمطالبة الآخر بضرورة احترام مشاعر الآخرين وأديانهم، ولابديّة احترام رموزهم، وكأنّ الآخر قد منعهم من ممارسة طقوسهم وعباداتهم، أو افترى على رسولهم وإمامهم، كلّ ما في الأمر: أنّ هؤلاء يرون أنّ العقل البشري بما يمتلك من استعدادات ذاتيّة واكتسابيّة قد تجاوز هذه الوحشيّة والاستعباد والإيغال بالدّماء كما يسمّونها.
#وعلى أساس هذا التّنظير فلا خيار للمسلم الّذي يحترم عقله ووعيه إذا ما أراد أن يتعايش مع الآخر المماثل له في الخلق إلّا أحد أمرين:
#الأوّل: أن يؤمن بأنّ رسوله قد مارس وأقرّ هذه الأفاعيل، وعليه الالتزام بلوازم ذلك، وتحمّل نقد الآخر له من دون عصبيّة وانزعاج؛ لأنّ الآخر يرى بعقله ووعيه المعاصر أنّها وحشيّة وبدويّة بامتياز.
#الثّاني: أن ينكر ممارسة رسوله لذلك، وعليه حينئذ أن يحرق كلّ تراثه الإسلامي بعرضه العريض، ويبحث عن دين آخر له ينسجم مع مثاليّته وورديّته المرادة.
#بلى؛ هذه حقيقة لا سبيل لإنكارها، ويكفي في التّصديق بها مجرّد تصوّر أطرافها، أمّا طريقة عنزة وإن طارت فهي لا تُقنع حتّى صبيان رياض الأطفال، فليّتأمّل كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.
#ميثاق_العسر
#الرّسول_المذهبي
https://www.facebook.com/jamkirann/posts/3255334207922214