الرّسول في أُحد يختلف عن الرّسول في فلم الرّسالة!!

#جميعنا يتذكّر طبيعة الحوار الّذي دار بين المسلمين فوق جبل أحد وبين أبي سفيان من خلال متابعة فلم الرّسالة المعروف، بل قد تجد بعضنا يحفظ نصوصه ويتغنّى بها أيضاً، الحوار الّذي صُوّر فيه للمتابع علم أبي سفيان بتواجد الرّسول وسط هؤلاء المسلمين، بل وإجابته لأبي سفيان بطريقة غير مباشرة كان قد فهم الأخير منها تواجده فيهم!!
#لكنّ الأمر ليس كذلك بكلّ تأكيد، والحقائق الّتي تعمّد هذا الفلم تغييبها وتحريفها كثيرة جدّاً، وهي عادة الأفلام الإسلاميّة والمذهبيّة الّتي تحرص على إخفاء الحقيقة جهد الإمكان.
#وحقيقة الحوار كما روي في صحاح المسلمين المعتبرة: أنّ أبا سفيان صاح فيهم: أ في القوم محمّد ثلاث مرّات، فنهاهم الرّسول عن إجابته، فنادى فيهم: أ في القوم ابن أبي قحافة ثلاث مرّات، فنهاهم الرّسول عن إجابته أيضاً، ثم قال: أ في القوم ابن الخطّاب ثلاث مرات… وحينما لم يسمع إجابة منهم قال: إنّ هؤلاء قتلوا؛ ولو كانوا أحياءً لأجابوا.
#وحينذاك قالوا: إنّ عمر بن الخطاب لم يملك نفسه فأجابه قائلاً: كذبت يا عدو الله، أبقى الله عليك ما يخزيك، فارتجز أبو سفيان وقال: أعل هبل، فلمّا سمع الرّسول ذلك قال لأصحابه أجيبوه، فقالوا له: ما نقول؟، فقال لهم قولوا: الله أعلى وأجل…إلخ، وبالتّالي: فهذه الإجابة جاءت بشكل تلقيني من الرّسول، من دون أن يقولوا لأبي سفيان إنّ الرّسول قال لنا ذلك كما يظهر في فلم الرّسالة.
#اعتقد أنّ الإصرار على تلميع تلك المرحلة ورموزها لا معنى له في قبال الحقيقة، ويبنغي أن تأخذ نصوص الحقيقة المعتبرة مجراها كما هي، ومن ثمّ: نمنح النّاس حريّة التّفكير والاختيار، أمّا الإصرار على إخفاء الحقيقة، أو تأويلها، أو بترها، أو تغييرها، فهذا عمل يليق بأهل الجهل لا بأهل العلم، فليُتأمّل كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.

https://www.facebook.com/100003369991996/videos/3523911831064449/