#فتوى جواز تفخيذ الرّضيعة راسخة في المذهب الشّيعي الاثني عشريّ المعاصر رسوخاً عميقاً لا يمكن اقتلاعه بالمطلق، وليس للمرحوم الخميني المتوفّى سنة: “1409هـ” أيّ دور في استحداثها أو التّفرّد بها بالمرّة، وإنّما جاءت هذه الفتوى نصّاً وعيناً في الرّسالة العمليّة للمرحوم أبو الحسن الأصفهاني المتوفّى سنة: “1365هـ” والمسمّاة كما هي تسمية رسائل جملة ممّن قبله: “وسيلة النّجاة”، وقد نقلها الأخير من كتاب العروة الوثقى للمرحوم كاظم اليزدي المتوفّى سنة: “1337هـ” أيضاً.
#وكان المرحوم الخميني قد عمد إلى كتابة تعليقات على رسالة الأصفهاني وسيلة النّجاة وقد طُبعت عام: “1385هـ” مع تعليقات المرحوم محمود الشّاهرودي الكبير المتوفّى سنة: “1394هـ” أيضاً، وفي أيّام تهجير الخميني إلى تركيا قام بتحرير وسيلة النّجاة نفسها وإدخال تعليقاته إلى متنها، وأختار لها اسم: “تحرير الوسيلة”، وترك فتوى تفخيذ الرّضيعة على حالها دون إضافة أو تحرير أو حذف، وبالتّالي: ليس للخميني علاقة لا من قريب ولا من بعيد باستحداثها ولا بإضافتها أصلاً. [لاحظ: وسيلة النّجاة مع تعليقات الشّاهرودي والخميني: ج2، ص232؛ ولاحظ وسيلة النّجاة للأصفهاني نفسها: ج2، ص302، ط8].
#أمّا ترويج القوى السّلفيّة وتشنيعهم ضدّ المرحوم الخميني بسببها فإنّما يعود لأسباب سياسيّة ممزوجة بجهالات عميقة جدّاً ساعدهم عليها أنصاف المتعلّمين من الشّيعة أنفسهم، ولهذا كُسرت الجرّة برأسه؛ لأنّ جماعتنا العارفين للحقيقة بقوا كبلّاع الموس، لا يستطيعون القول بأنّها فتوى عميقة وراسخة وليس للخميني دور في استحداثها ولا كتابتها، ولا يستطيعون إنكارها أيضاً لكونها منصوصة وموثّقة ومؤكّدة.
#وبالمناسبة: لا أريد الدّفاع عن هذه الفتوى وأمجّها وأصاب بالدّوار حين قراءتها، لكنّي اعتقد أنّ نقدها لا يبدأ بالتّشنيع على المرحوم الخميني الّذي لا يتحمّل شيئاً منها كأحد المراجع الاثني عشريّة الّذين حملت رسائلهم هذه الفتوى صراحة أو تضمّناً أو التزاماً، وإنّما بنقد أساساتها الكلاميّة الّتي طوّقت نصوص أصحابها في القرون الثّلاثة الأولى، فافهم وتدبّر جيّداً، والله من وراء القصد.
#ميثاق_العسر