#قد يتحدّث الإنسان في وسائل التّواصل الاجتماعي عن حالات الماهيّة والّلا بشرط القسمي والمقسمي وإنّ الإطلاق هل هو لحاظ عدم القيد أم عدم لحاظ القيد، أو في تماميّة كبرى إنقلاب النسبة وعن دوران الأمر بين الأقل والأكثر الارتباطيين وما شابهها من بحوث حوزويّة تخصّصيّة فيقال حينئذ: إنّ هذه البحوث لا ينتفع منها القارئ العادي وينبغي حصرها بين المختصّين، خصوصاً وهو مشغول بتدبير لقمة عيشه ويداري هذا الحزب ويعادي ذاك.
#ولكن: حينما يطلب فقهاء الشّيعة ومراجعهم من عمّال النّظافة والبناء والخيّاطين والحدّاديين والبزّازين والنّجارين…إلخ أن يدفعوا إليهم خمس أرباح تجاراتهم إذا فضل منها شيء بعد عزل مؤونتهم منها؛ ليصرفها هؤلاء الفقهاء والمراجع كرواتب لطلّاب الحوزة على اختلاف مستوياتهم واهتماماتهم، وإلى مؤسّساتهم ومكاتبهم وبعثاتهم ووكلائهم وكتبهم ومؤلّفاتهم… فهذا ما يتطلّب منّا أن نوضّح لهذه الشرائح من المجتمع الحقيقة، ونكشف لهم عن الآليّة الّتي توصّل عن طريقها هؤلاء الفقهاء والمراجع إلى هذا الحكم؛ فهم يدفعون أغلى ما عندهم على أساس إنّ ذلك يقرّبهم إلى الله زلفاً، وعلى أساس إنّه جاء في القرآن ومارسه النّبي “ص” وجميع الأئمّة الأطهار “ع”، وهذا أقل الواجب كما يقال.
#ولكن هناك توجّه تدفع نحوه بعض المرجعيّات الجّديدة والقديمة يحاول أن يذر في عيون القرّاء الرّماد، وإنّ أمثال هذه البحوث ينبغي أن تبقى في داخل الأروقة الحوزويّة ولا يُسمح بإخراجها؛ وذلك لأنّهم يعلمون جيداً إنّ إخراجها يعني زيادة تشكيك النّاس بها، ليس لأنّ عموم النّاس غير متخصّصين كما يحاول بعض البسطاء الإيحاء بذلك، بل لإنّهم يعلمون جيّداً: إنّ هناك مشكلة حقيقيّة وجادّة في التنظيرات الفقهيّة للخمس الشيعي إذا علم النّاس بها فسوف يتزعزع عصب حياة الحوزة والمرجعيّة، وحينذاك تتسّع الرقعة على الرّاقع، فدعوا النّاس في غفلاتها!!
#وكيف ما كان؛ قرّاء هذه الصفحة “الواعون” ـ ونتمنّى التّركيز على ما بين قوسين ـ يعلمون جيّداً إنّ هذه الصفحة أخذت على عاتقها مهمّة التّوثيق فيما تنقل وتكتب، وتضع الوثائق بالصّوت والصورة والجزء والصفحة أمامهم، فمن شاء أن يجعل من منشورات هذه الصفحة بداية لانطلاقة فكريّة شيعيّة جديدة فهو بالخيار، ومن شاء أن يفكّر غيره بالنّيابة عنه ويملي عليه ما يريد فهو بالخيار أيضاً، ومن شاء أن يستقتل في الدّفاع عن توجّهات حزبه ومرجعيّته حتّى وإن بان خطؤها لديه فهو بالخيار، ومن شاء أن يحافظ على قناعاته القبليّة فهو بالخيار كذلك، والله الموفّق والهادي لسبيل الصّواب.