بحسب جملة من البسطاء المتديّنين: أنّه إذا اقتنع بتأويل وتمحّل يطرحه مفسّر هنا أو هاوٍ هناك لعلاج التّعارضات الواضحة الّتي تحملها بعض الآيات القرآنيّة، فإنّ هذا سيحلّ المشكلة من جذرها وينتهي كلّ شيء، وقد نسي أو جهل: أنّ هذا التّأويل والتمحّل هو من المضحكات لا عند غير المتديّن فقط، بل عند عشرات العلماء من المسلمين أنفسهم، ولولم يكن كذلك لما تضخّمت ظاهرة التّفسير القرآني إلى هذا الحجم الفظيع انسياقاً مع جملة من الافتراضات والكبريات الكلاميّة الفاسدة، فتأمّل كثيراً كثيراً، وحاول أن تميّز بين النصّ القرآنيّ من زاوية علميّة بحتة، وبين الصّوت القرآنيّ المقفّى والمقولب بموسيقى وألحان وأنغام خاصّة، وأحكام الأوّل غير أحكام الثّاني، والله من وراء القصد.