#يحسب بعضنا: أنّ الرّسول وخُلّص أصحابه كانوا قد جلسوا على قارعة الطّريق، وكانت أسلحتهم الحصريّة الوحيدة في نشر الإسلام وإقناع النّاس به هي: فوهات أقلامهم، وفصاحة ألسنتهم، وقوّة حجتّهم، ولهذا لم يقطعوا رأساً، ولم يسبوا امرأة، ولم يسترقّوا طفلاً، ولم يسلبوا مغنماً، وما روي خلاف ذلك محض افتراء عليهم، وإذا وجد في القرآن فلا بدّ وأن يؤوّل بخلافه وإن استلزم السّحق على جميع قواعد الّلغة واستعمالاتها، وينبغي الاقتصار على آية: “وإنّك لعلى خلق عظيم” فقط، وما كتبه الفقهاء من فتاوى في مطوّلاتهم الفقهيّة ورسائلهم العمليّة من مضامين تنصّ على ذلك إنّما هو صرف افتراء على الرّسول وخُلّص أصحابه، وحتّى سيرة المسلمين القطعيّة القائمة على هذا الأساس إنّما هي سيرة حادثة لا دليل على اتّصالها بزمانه… نعم؛ قد يغير عليهم المشركون وهم آمنون مسالمون، فيضطرّون إلى الدّفاع عن أنفسهم بنحو وبآخر، وهذا مطلب آخر غير الافتراءات المدّعاة!!
#وفي الحقيقة: أقدّر تماماً هذا الشّعور، واتفّهم دواعيه ومبرّراته ومنطلقاته، لكنّي لا أسمح لنفسي أن أغطّي الحقيقة النّاصعة من أجل طيبة وبساطة أصحابه، ويجب أن تظهر الحقيقة دون تجريح وإساءة مهما كان الثّمن، ومن لا يستطيع تقبّلها فهو حرّ في قناعاته، وعليه أن لا يحاكم الآخرين وفقاً لعواطفه وهوائيّاته، فليُتأمّل كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.
https://www.facebook.com/jamkirann/posts/3421955921260041