الحسين الحقيقي غير حسين المنابر!!

#إذا أردت أن تفهم حركة الحسين بن عليّ “ع” من المدينة إلى مكّة ومن ثمّ إلى العراق بشكل واقعيّ وحقيقيّ، فعليك ألّا تُلبسها قميص الإمامة الإلهيّة أو الاثني عشريّة والّذي ساهم أهل الكوفة بالتّعاون مع بعض أحفاده في تفصيله وأقدم القمّيون والبغداديّون على خياطته بعد ذلك؛ لأنّك ستجد القميص حينذاك إمّا كبيراً أو صغيراً أو مترهّلاً أو ضيّقاً عليها؛ فهذا القميص لم يفكّر الحسين بن عليّ “ع” به يوماً، ولم يقاتل من أجله أيضاً، ولا يمكن تفسير كلّ تحرّكاته من بدايتها إلى نهايتها على أساسه إلّا بنحت وتوليد نصوص لاحقة بدأت تفرض نفسها منذ أيّام رائد نظريّة الحسين المذهبيّ الممثّل أعني علي بن طاووس المتوفّى سنة: “664هـ” رغم وجود جذور أعمق لبعضها.
#نعم؛ خرج الحسين بن عليّ “ع” إلى العراق بسبب رسائل أهل الكوفة وبيعتهم له على الخلافة السّياسيّة الّتي كان يرى في نفسه أهليّته لها ولو من خلال منطق القرابة، فلا تغرّنك النّصوص المولودة لاحقاً في ادّعاء أنّه خرج من أجل الشّهادة؛ فهذه تصوّرات اجتهاديّة لاحقة حدت إليها مجموعة أوهام أبرزها الإمامة الإلهيّة والاثنا عشريّة، وكان “ع” حريصاً كلّ الحرص على عدم سقوط قطرة دم واحدة بسببه حتّى أواخر حياته الكريمة، ولكنّ لمّا رأى أعداء الإنسانيّة وضعوه بين السلّة والذّلة لم يكن له خيار غير القتال والمواجهة، فتأمّل كثيراً، والله من وراء القصد.
#ميثاق_العسر