لا يختلف الحسين الحقيقيّ عن أبيه وأخيه وجدّه الرّسول في ممارسة الق.تل والذّ.بح والسّبي ونكح النّساء المسبيّات [على الطّريقة الإسلاميّة] كما هو حال أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية وغيرهم من الصّحابة في ذلك الوقت، كما لا يختلف عنهم في الاعتياش اليومي على موارد الغزو وفرض الإتاوات [على الطّريقة الإسلاميّة] أيضاً.
أمّا الحسين المذهبي فهو مسالم مع الجميع، ولم يحمل سيفاً في حياته ليجبر أحداً على اعتناق الإسلام، بل كان يدعو إلى سبيل ربّه بالحكمة والموعظة الحسنة والجّدال بالأحسن، ولم يفرض على أيّ قوم أو بلد الإتاوات أو يشارك في غزوهم قطّ، وكانت كلّ حياته مملوءة بالدّعاء والصّلاة وفعل الخير والعمل في المزارع الخاصّة الّتي اشتراها من كدّ يمينه وعرق جبينه، حتّى تسلّم الطّغاة الخلافة وأرادوا قتله ولو تعلّق بأستار الكعبة؛ فخرج وهو يعلم بموطن ومكان وساعة مقتله؛ كما أخبره جدّه بذلك، فوقعت الجريمة النّكراء.
نعم؛ ما لم تقف على هذا السّياق الكامل وتفهم ممارساته وأدواته وأهدافه ومراميه وتقيّمها من ناحية أخلاقيّة صرفة لا يُمكن لك أن تُقنع الآخر المحايد بالحزن على مقتل الحسين وسبي نسائه [المفترض] عن طريق تكثير السّواد والرّايات والدّمامات في العواصم العالميّة؛ لأنّ جوابه الحاضر سيكون واضحاً: هذه الممارسات مارسها الجميع في ذلك الوقت بما فيهم الحسين… ثمّ ماذا؟! فتأمّل كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.