#الحاجز النّفسي العميق جدّاً يمنعك من تصديق أنّ عليّ بن أبي طالب كان يرى أنّ حليب الأنثى يخرج من مثانة أمّها، وأنّ وزنه أخفّ من حليب الذّكر، ولا تتعقّل أيضاً: أنّ الصّادق كان يرى أن سبب التشوّهات الولاديّة هو الاقتراب الجنسي في فترة الحيض، أو أنّ الإخصاب من الخصية اليسرى فقط، وغيرها وغيرها من آراء باطلة وفاسدة في ميزان العلم، فبدل أن تذهب وتعيد النّظر في قناعتك العقائديّة بعليّ وبقيّة الأئمّة المعروفين، وتموضعهم في لحظتهم الزّمانيّة والمكانيّة المعروفة، وتقرأهم مع معاصريهم بعيون نقديّة فاحصة، تبادر ـ دون دراية ولا معرفة ـ لتحميل رواة هذه النّصوص مسؤوليّة وضعها وانتحالها على عليّ وأهل بيته مع أنّ بعضها صحيحة السّند بالاتّفاق، وقد رواها كبار فقهاء الشّيعة في عصرهم وتلقّاها مؤسّسو المذهب بالقبول وأفتوا على أساسها، ورغم كلّ هذا لم تعد تلتفت ـ وأنت تنتصر للصّورة النمطيّة الغارقة في المثاليّة المرسومة في ذهنك خطأً عنهم ـ إلى أنّ هؤلاء الرّواة الّذين رميتهم بهذه الأوصاف هم أنفسهم من نقلوا لك عقيدتك وأحكامك، وسلّمت لنصوصهم تسليماً، فتدبّر وافهم، والله من وراء القصد.

https://www.facebook.com/jamkirann/posts/3337999029655731