#يذهب صاحب كتاب وسائل الشّيعة الحرّ العامليّ المتوفّى سنة: “1104هـ” إلى جواز ممارسة الجنس بمعناه العميق مع الجارية الأمة الصّبيّة الّتي لم تبلغ تسعاً، بمعنى أنّ الأمر لا يقتصر على ما دون الدّخول كما هو المشهور فيها وفي البنت الحرّة أيضاً، وإنّما إلى الدّخول كذلك، ويستند في تجويزه ذلك إلى نصوص روائيّة صحيحة ومعتبرة عندهم وردت عن الأئمّة “ع”، ولهذا أدرج باباً في كتابه وسائل الشّيعة حمل عنوان: “باب سقوط الاستبراء عمّن اشترى جارية صغيرة لم تبلغ وجواز وطئه إيّاها أيضاً”، وقد ضمّنه جملة من هذه النّصوص الرّوائيّة، ومن الواضح أنّ عناوين كتاب الوسائل تعبّر عن فتاوى مصنّفه كما هو معلوم للمتتبّع.
#نعم؛ حاول المرحوم الخوئي المتوفّى سنة: “1413هـ” أن يناقش في دلالة بعض هذه الرّوايات أو في سند بعضها، لكنّ مناقشته لا تهمّنا أصلاً ما دام الحديث عن وجهة نظر مختارة لدى أحد أعلام المذهب الإثني عشريّ المدعومة بنصوص روائيّة صحيحة ومعتبرة عندهم أيضاً.
#ومن هنا فقد يُقال: إنّ أوضح دليل على عدم العصمة العلميّة للأئمّة “ع” وعدم استشرافهم المستقبل وهم يقدّمون إجابات على الاستفتاءات المقدّمة لهم هو: هذا الّلون من الفتاوى الّتي تجرّد النّسوة الإماء من قيمتها الإنسانيّة بالمُطلق، وتحوّلها إلى دمية استمتاع جنسيّة بغضّ النّظر عن ألمها وعذابها، ولا أدري: ما هي جريرة هذه الفتيات الصّغار أن تُسبى وتُستعبد لتكون سلعة رخيصة بهذه الطّريقة وبعناوين شرعيّة مؤسفة أيضاً؟!
#نسأل الله أن يقيّض لهذه الأُمّة رجالاً لا يفكّرون إلّا بتفكيك هذه الأغلال والأصفاد من جسمها مهما كلّفهم من أثمان؛ فحريّتها الفكريّة أغلى من كلّ المقولات المذهبيّة الفاسدة، فليُتأمّل كثيراً، والله من وراء القصد.
#ميثاق_العسر