#يتّكئ منظّرو الحركات والأحزاب والتّيارات والمنظّمات الإسلاميّة السنيّة والشّيعيّة بعرضها العريض: في تسويغ القتل والاختطاف والذّبح والتّرويع والتّهجير على نصوص دينيّة وممارسات نبويّة جزميّة الصّدور والدّلالة، ويرون: سقوط جميع المحرّمات الأخلاقيّة والإنسانيّة أمام حفظ الإسلام والمذهب؛ انسياقاً مع قواعد التّزاحم الرّامية لحفظ الملاكات الهامّة عندهم مهما كلّف الثّمن.
#وبمعزلٍ عن التّطبيقات الاجتهاديّة الخاطئة الّتي تقع فيها أمثال هذه الكيانات، مهما كان حجم إخلاص قادتها ورجاحة عقولهم، و مهما طالت لحاهم أو ظهرت زبيبة الصّلاة في جباههم، فإنّنا نعتقد أنّ الوقوف أمام هذا المدّ الجهادي الكبير لا يمكن أن يُحقّق نجاحاً حقيقيّاً في عقول الواعين من أبناء الأمّة إلّا بالذّهاب إلى العمق، ومحاولة تحييد تلك النّصوص الدّينيّة والممارسات النبويّة وضبط عقالها، وذلك من خلال وضعها في سياقها البشريّ القبلي الّذي ولدت فيه، وهذا الأمر رغم ضريبته الهائلة والكبيرة إلّا أنّ الحفاظ على القيم الإنسانيّة والأخلاقيّة أقوى ملاكاً وأقدم رتبة منها بطبيعة الحال، ولا يمكن أن تتجسّد المُثل الدّينيّة والمذهبيّة المُدّعاة على أساس نحر القيم الإخلاقيّة والإنسانيّة؛ لأنّ الهدف الأسمى للشّرائع السّماويّة العامّة هو الحفاظ على هذه القيم، لا سحقها على طريقة الغاية تبرّر الوسيلة، فتأمّل كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.
https://www.facebook.com/jamkirann/posts/3422479517874348