اصطفاء الجواري ومقايضتهنّ!!

أكثر ما يستفزّني هو حديث بعض البُلداء الّذين تقول لهم: إنّ صفية كانت من حصّة بعض المقاتلين المسلمين، لكنّ الرّسول لمّا رآها جميلة اصطفاها لنفسه ودفع لهذا المقاتل سبع سبايا مكانها كما ثبت ذلك في الصّحيح عند المسلمين… فيبادر هؤلاء البُلهاء قائلين: وما المانع من ذلك؛ فقد كان الاستعباد طبيعيّاً ومتعارفاً في حروب تلك الأزمنة!!

وقد جهل هؤلاء وأمثالهم: أنّنا لا نتحدّث في هذا الموضوع بالذّات من زاوية الاستعباد في ذلك الزّمان وعاديّته ومقبوليّته وإن كنّا لا نتفهّمه بالمُطلق في الحروب الدّينيّة القائمة لنشر الأخلاق حسب المدّعى والفرض، وإنّما نتحدّث عن اصطفاء الرّسول لصفيّة بهذه الطّريقة بعد سبيها و “مراوستها” بسبايا أُخر على طريقة الحيوانات في أيّامنا، وهذا الاصطفاء والمقايضة والوطء السّريع بعد قتل أبيها وأخيها وزوجها وأقاربها ليس له علاقة بأصل استساغة السّبي في تلك الأزمنة لكي تعيد عليّ هذه المعزوفة وتدّعي عاديّتها، وإنّما يتحدّث عن زاوية أخرى لا يفهمها من عرف الأسماء دون المسمّيات، فتدبّر وافهم، والله من وراء القصد.

ميثاق العسر

https://www.facebook.com/jamkirann/posts/3557946570994308