احتياط علمائنا السابقين وتسابق المعاصرين!!

13 أكتوبر 2016
1907

#تشعر بالخجل والزهو حينما تقرأ تواضع بعض العلماء السابقين وزهدهم ودينهم وورعهم واحتياطهم في الدين، وفي نفس الوقت: #تشعر بالازدراء والقرف مّما تمرّ به حوزاتنا العلميّة في زمن التسابق على المرجعيّة وطباعة الرسائل العمليّة، فها هو الوحيد البهبهاني (1706ـ1791م) ينقل عن جدّه المازندراني صاحب الشرح الشهير لأصول الكافي المتوفّى سنة:(1675م)، ؛ فيقول: “يا أخي، حال المجتهدين المحتاطين حال جدّي العالم الربّاني، والفاضل الصمداني، مولانا محمّد صالح المازندراني، فإنّي سمعت أبي (رحمه الله) [يقول]: أنّه بعد فراغه من شرح أصول الكافي أراد أن يشرح فروعه أيضاً، فقيل له: يحتمل أن لا يكون لك رتبة الاجتهاد!! فترك لأجل ذلك شرح الفروع!!، ومن لاحظ شرح أصوله عرف أنّه كان في غاية مرتبة من العلم والفقه، و في صغر سنّه شرح معالم الأصول، ومن لاحظ شرح معالم الاصول علم مهارته في قواعد المجتهدين في ذلك السنّ”.[رسالة الاجتهاد، الوحيد البهباني، ص28]. #وليس لي إلا أن أقول: ليت المازندراني حاضر في زمننا ليرى بأمّ عينه حال حوزاتنا العلميّة في زمن أصبح فيه الاجتهاد والمرجعيّة غاية عظمى يُتسابق إليها.


تنطلق إجابات المركز من رؤية مقاصدية للدين، لا تجعله طلسماً مطلقاً لا يفهمه أحد من البشرية التي جاء من أجلها، ولا تميّعه بطريقةٍ تتجافى مع مبادئه وأطره وأهدافه... تضع مصادره بين أيديها مستلّةً فهماً عقلانياً ممنهجاً... لتثير بذلك دفائن العقول...