لا نحتاج للذّهاب إلى الموزمبيق لفهم موقف الإسلام من المرأة، ولا لحضور دروس عالية في مساجد الأزهر والزّيتونة لكي نعرف أنّ ديّة المرأة الأرملة المسلمة الحرّة الّتي تُعيل ثمانية أطفال هي نصف ديّة الطّفل الرّضيع لا غير، كما لا نحتاج للذّهاب إلى مدغشقر والمكوث في مدرسة الآخوند الكبرى عشرات السّنين لمعرفة أنّ ميراث هذه المرأة هو نصف ميراث أخيها الأعزب؛ هذه مسلّمات إسلاميّة ومذهبيّة معروفة شهدت بها النّصوص، وقامت عليها السّيرة والمسيرة منذ بداية الإسلام وحتّى اليوم، ولا مجال للاجتهاد فيها وتغييرها مع الإيمان بالمقولات الإسلاميّة الكبرى نفسها.
إذا كنت ترى مثل هذه التّشريعات تكريماً للمرأة وإجلالاً وتقديراً لها فهذا شأنك، لكنّنا نراها ليست كذلك بكلّ تأكيد، وهي ناتجة من طبيعة النّشأة والتّكوين الجغرافي لرموز إسلام أمّ القرى ومن حولها، فتفطّن كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.