مشكلتنا الأساسيّة والجّادة والّتي لا مخلص منها إلّا الكي هي: أنّ شرائح واسعة من القطّاعات المجتمعيّة المعاصرة تتصوّر أنّ المقياس في صحّة الأحكام والفتاوى والأخبار المرويّة عن الرّسول والصّحابة والأئمّة المعروفين هو مقدار انسجامها وتطابقها مع ما رسموه من مثاليّة وتمنّيات عن الإسلام والتشيّع، ولهذا حينما تنقل لهم حكماً فقهيّاً مسلّماً عند عموم علماء الإسلام والمذهب مثلاً يُنكرونه مباشرة؛ لأنّه لا ينسجم مع تمنّياتهم، ولا يتّفق مع الإسلام والتشيّع الّذي في أذهانهم؛ وهكذا حينما تنقل لهم صحاح الأخبار بل صريح الآيات… .
هؤلاء أزمة حقيقيّة أمام أيّ مشروع جادّ؛ لكونهم يجهلون أبسط المصادر الإسلاميّة والمذهبيّة، ولا علاج لهم إلّا الكيّ والصّقع؛ كي يعودوا إلى رشدهم ويصدّقوا أنّ الإسلام والتشيّع الّذي في أذهانهم لا يتعدّيان أرنبة أنوفهم، ولا قيمة لهما في سوق العلم، فليُتأمّل كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.