هناك من يرى بأنّ الدّين حتّى وإن كان لا يمتلك قيمة معرفيّة برهانيّة في نفسه، إلَا أنّه يمتلك قيمة برغماتيّة نفعيّة للسّيطرة على النّاس وكبح جماحها وتسييرها بالاتّجاه الّذي نُريد؛ فهو يمارس دور “الطنطل” و “السّعلوة” والفزّاعة الّتي يمكن عن طريقها إخافة النّاس وزرع الرّعب في قلوبهم كي يمتنعوا عن المحرّمات ويمتثلوا للواجبات!!
وهذا الكلام ربّما يكون سليماً من النّاحية البرغماتيّة، ويتّفق مع ما يطرحه بعض فلاسفة عصر التّنوير، لكنّه يحرص على إبقاء النّاس أطفالاً حتّى ولو هرموا؛ وذلك لأنّه يريد أن يستمرّ في إخافتهم من الطّنطل والسّعلوة إلى آخر عمرهم بل وفي قبرهم أيضاً، مع أنّ الأطفال سيكتشفون خرافيّة هذه المسمّيات بمجرّد اتّساع مداركهم واكتشاف جهلهم، ولهذا يجب الحرص تمام الحرص على اقتصار استخدام هذه الفزّاعة ـ لو ذهبنا لذلك ـ على الأساسيّات الّتي لا توجب إراقة دمائهم وقبر أبسط طموحاتهم، فليُتدبّر كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.