شعور رجل الدّين وهو يعلّم النّاس غير الحقيقة!!

واحدة من أهمّ آثار وثمار ما نعمد على طرحه من إثارات وبحوث هي: أنّها جعلت بعض السّادة والمشايخ [الّذين يتعاطون إلقاء البحوث الدّينيّة والمذهبيّة على مخاطبيهم أو التّصنيف فيها بغية تعميق إيمان هؤلاء وتلقينهم حقّانيّة المقولات العقديّة والفقهيّة الّتي ولدوا عليها] يشعرون بحالة من الحرج والتّناقض الشّديد ولو في بواطنهم ووجداناتهم: بين ما يطرحونه لسواد مخاطبيهم ومن يصغون إليهم ويتأثّرون بهم [والّذين يسمّونهم عوام النّاس وحتّى بعض من يُسمّى بخواصّهم أيضاً]، وما بين الحقيقة المطروحة في هذا المكان ومن أصحّ الكتب المعتبرة، حيث الفاصلة الكبيرة الّتي تصل لحدّ التّقاطع التّام بين طروحاتهم وبين الحقائق العلميّة والأخلاقيّة.

ولا شكّ في أنّ هذه الهوّة ستزداد يوماً بعد يوم كلّما اكتشفوا الحقيقة أو اقتربوا منها، وكلّما عادوا لوجداناتهم الأخلاقيّة وضمائرهم الإنسانيّة، لا سيّما إذا واجهوا سيلاً من الأسئلة البريئة المحرجة من محيطهم ومقرّبيهم ولات حين مناص.

واعلم أنّ هذه الغنيمة لوحدها كافية في تحقيق المُراد؛ حيث سيشعرون عاجلاً أم آجلاً أنّهم يُظهرون غير ما يُبطنون، ويحسّنون القبيح ويُقبّحون الحسن، مهما برّروا لأنفسهم شرعيّة وحليّة واستحباب بل ووجوب ذلك؛ فالنّفاق مهما جمّلناه ووضعنا على مفرق رأسه أكاليل من الزّهور سيبقى نفاقاً، والقبيح مهما زوّقناه بمختلف الحيل والعناوين الثّانويّة سيبقى قبيحاً، ورعاية المصالح الشّخصيّة أمر مشروع لكن ضمن الطّرق المعتبرة أخلاقيّاً وليس على أساس تزييف الأخلاق وسحقها بمسميّات دينيّة ومذهبيّة، فليُتأمّل كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.

https://www.facebook.com/plugins/post.php?href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Fjamkirann%2Fposts%2F4484313078357648&show_text=true&width=500

لم تمنع الموسيقى إعماراً وبناءً على طول التّاريخ!!

من يُريد الإعمار والبناء وتوفير أبسط سُبل العيش لمواطنيه وأبناء جلدته لا اعتقد أنّ الغناء والموسيقى والحفلات الرّاقصة هنا أو هناك ستمنعه من ذلك، ومن يُريد أن يمنع الغناء والموسيقى والحفلات الرّاقصة هنا أو هناك فلا حاجة لتذرّعه بالإعمار والبناء؛ فهاتان مقولتان منفصلتان مستقلّتان، الجمع بينهما ممكن وبسلاسة، وتركهما أو التمسّك بأحدهما ممكن وبسلاسة أيضاً.

وبالتّالي: فعلينا أن نقول وجهات نظرنا بصراحة ووضوح تامّ من دون مكاتمة أو مواربة، إمّا أن نعزّز ثقافة “موسى بدينه وعيسى بدينه” مع عدم التّعدّي على حقوق الآخرين الأخلاقيّة المتّفق عليها بين عقلاء اليوم، ونقدّم للنّاس ـ كمسؤولين تنفيذيّين ـ خدمات العيش والرّفاهة بمعزل عن قناعتهم الفكريّة والدّينيّة، وإمّا أن نضع السّيف على رقابهم ونقايضهم بين الخدمات المفترضة وقبول الإسلام بالقوّة كما فرضه الرّسول وأصحابه وأهل بيته أو لا شيء من ذلك غير مرّ العلقم، ولكلّ من الخيارين نتائجه وردود أفعاله، فليُتأمّل كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.

https://www.facebook.com/plugins/post.php?href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Fjamkirann%2Fposts%2F4445391292249827&show_text=true&width=500

سيرة الرّسول بنظّارة الحياد لا العاطفة!!

قبل أن تقرأ سيرة الرّسول، وتفهم حقيقتها وجوهرها وواقعها بحياد تامّ، وتفرح لفرحها، وتبكي لحزنها، عليك في بداية الأمر أن تحدّد موقفك العلمي الاجتهاديّ من مجموعة أشياء أهمّها:

أوّلاً: هل هناك مُثل أخلاقيّة عُليا يُدرك عقلك الأوّليّ حسنها وقبحها بمعنى انبغاء وعدم انبغاء فعلها، أو يتّفق عقلاء المعمورة عموماً بما هم عقلاء على ذلك، بمعزل عن وجود الرّسول وعدم وجوده، وبمعزل عن اتّفاق الرّسول مع هذه المُثل المُدركة أو المتواضع عليها أم مخالفته إيّاها ولو في بعض الأحيان.

ثانياً: تحديد الطّريقة المنهجيّة السّليمة والبرهانيّة لإثبات ارتباط الشّخص الحقيقيّ بالغيب والسّماء، وأنّ هذا الارتباط هل يُمكن إثباته بصرف ادّعاء الشّخص أم لا، وكيفيّة علاج مشكلة الدّور الواضحة بين القرآن وإثبات سماويّة قناته الحصريّة.

ثالثاً: بيان الموقف من حقيقة الأصوات القرآنيّة الّتي رافقت مسيرة الحياة التّبليغيّة لقناتها، وكيفيّة انبثاقها من فم الرّسول، والأسباب البشريّة الّتي تدعو لذلك، والمحاولة والخطأ الّتي تكتنف جملة منها.

رابعاً: إثبات أنّ نسخة القرآن الواصلة هي محطّ عناية السّماء وأنّها هي من أرادت جعلها ـ بهذه الصّيغة ـ دستوراً دينيّاً دائميّاً لعموم العباد والبلاد حتّى نهاية الدّنيا، وتقديم براهين تنصّ على قيام شخص الرّسول بكتابتها ـ بهذه الصّيغة ـ بيده أو إشرافه الكتابي عليها بنفسه.

خامساً: مصادرك المعتبرة في استقاء هذه السّيرة والآليّات السّليمة للتحقّق من وقوعها، وأن لا طريق لاكتشاف تلك المرحلة غير الاعتماد على مصادر المسلمين المعتبرة والمتّفق عليها قرآناً وسنّة، والمدعّمة بواقع تحرّكات الرّسول وصحابته والأئمّة من ولده والمسلمين عموماً على الأرض.

ومن دون تحقيق الحال المنهجي الحياديّ السّليم في هذه الأمور وأضرابها فلا يُمكن أن يُقال بحقّك إنّك قد وقفت على سيرته بطريقة علميّة موضوعيّة اجتهاديّة تحقيقيّة محايدة، وإنّما أنت في حقيقة الأمر مجرّد عاطفيّ تأثّرت بفلم الرّسالة وزغردات طلع البدر علينا حتّى لو كانت أمامك أو خلفك عشرات الألقاب، فليُتأمّل كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.

https://www.facebook.com/plugins/post.php?href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Fjamkirann%2Fposts%2F4218016851653940&show_text=true&width=500

الفهم والسّياق السّليم لنسخة القرآن الواصلة!!

نسخة القرآن الواصلة عبارة عن: أصوات قرآنيّة متناثرة متفرّقة كانت تصدر من فم الرّسول كردود أفعال على الحوادث الّتي يواجهها غالباً، ولهذا تجدها تحثّ على العفو والصّفح والرّحمة أحياناً، وعلى القتال وقطـ.ع الرّقاب وأخذ الجزية أحياناً أخرى، وهي أصوات طبيعيّة جدّاً إذا ما موضعناها في سياق الأفعال البشريّة وردودها في فترة نيّفت على العشرين سنة من الرّسالة، وظروفها المكيّة والمدنيّة، والّتي تتطلّب مواقفاً مختلفة بطبيعة الحال.

وتموت القناة الموصلة أو المصدّرة لهذه الأصوات وهي الرّسول دون أن تُبادر لجمعها وكتابتها بنفسها أو تحت إشرافها المباشر كتابيّاً قطّ، وإنّما تأتّى ذلك إثر بدعة واقتراح طرحه عمر بن الخطّاب بعد ذلك وسعى جاهداً لإقناع أبي بكر وزيد بن ثابت به، وهكذا حتّى تمّ جمع القرآن وتدوينه وفق آليّات بدائيّة جدّاً كيفما اتّفق، وأحرقت جميع الأصوات القرآنيّة المكتوبة عند الصّحابة وفقاً لتلقّيهم وسماعهم ممّن لم يتمّ تسليمها أو لم توفّق لاجتياز الآليّات المقرّرة، وصار الخليفة عثمان ومستشاروه بصدد توحيد نسخة المصحف وتوزيعها على الأمصار على تفصيل وتطوّرات ليس هنا محلّ ذكرها.

أقول: ليس من المعقول أن نتعامل مع هذه الأصوات القرآنيّة الّتي رافقت قناتها الحصريّة الموصلة أو المصدّرة ـ وهي الرّسول ـ في وهداتها وربواتها ومسيرتها وعنايتها وسلمها وحربها…إلخ بطريقة اجتزائيّة مبتسرة، ونأخذ آيات أيّام الضّعف والصّفح ونغلّبها على آيات أيّام القوّة والحزم انسياقاً مع ورديّتنا ومثاليّتنا وشاعريّتنا وتخيّلاتنا عن طبيعة الله الإسلامي، ورسوله وصحابته والأئمّة من ولده، أقول ليس من المعقول ذلك: ونترك سيرة هذه القناة البشريّة على الأرض وتمدّداتها، وتوسّع سلطتها ونفوذها، وغزواتها وسبيها وقهرها وفرض إتاواتها، وما قامت عليه سيرة أصحابها من بعدها، وما جاءت به نصوص الأئمّة وفتاوى الفقهاء حتّى اليوم إثرها، فمثل هذا العمل ينطلق من كبرى فاسدة جدّاً تُريد أن تسقط تصوّراتها المثاليّة عن الله الإسلاميّ ورسوله على نسخة القرآن الواصلة وتميّع الحقائق الجزميّة المتّفق عليها وفقها، فليُتأمّل كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.

https://www.facebook.com/plugins/post.php?href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Fjamkirann%2Fposts%2F4210024812453144&show_text=true&width=500

الدّيموقراطيّة الحقيقيّة وفهم الإسلاميّين المغلوط لها!!

لنفترض أنّ شخصاً كتب كتاباً وانتقد فيه الإسلام ورسوله وإلهه وقرآنه ومذاهبه وفرقه نقداً علميّاً محضاً، فهو بهذا العمل يمارس حريّة التّعبير المكفولة ديموقراطيّاً حسب الاصطلاح المتعارف عليه بين البلدان المتنوّرة، وينبغي على أيّ دولة تدّعي مثل هذا الحكم حمايته وتوفير الأمن الّلازم له، بمعزل عن حقّانيّة نقده وتماميّة آرائه، وكذا لو انتقد اليهوديّة والنّصرانيّة أو أيّ دين آخر، وهذا ما قامت عليه سيرة البلدان الدّيموقراطيّة المتقدّمة وقوانينها وأعرافها.

نعم؛ متى ما خرج هذا الشّخص إلى الشّارع ونصب سيطرات لمنع المسلمين من ممارسة شعائرهم أو طقوسهم فيحقّ للدّولة حينذاك أن تُصدر مذكّرة اعتقال بحقّه انسياقاً مع القانون المتّفق عليه والسّائد في هذا البلد الدّيموقراطيّ، كما أنّ محبّي هذا الشّخص لو خرجوا إلى الشّارع ومارسوا ذلك فينبغي منعهم أيضاً، والكاتب نفسه لا يتحمّل مسؤوليّة التّحريض على ذلك طالما كان يميّز بين المقامين، والقانون لا يحمي المغفّلين والمندفعين.

المؤسف: إنّ الإسلاميّين ـ بعرضهم العريض ـ في بلداننا يدّعون الدّيموقراطيّة الّليبراليّة الحقيقيّة على مستوى الأفكار والنّظريّات وحريّة التّعبير، لكنّهم يُطبّقون نوعاً قمعيّاً منها منبثقاً ممّا يُسمّى بثوابتهم الدّينيّة والمذهبيّة والمجتمعيّة؛ فهم يُريدون أن يجعلوا من دينهم ومذهبهم ورموزه خطوطاً حُمراً لا يحقّ للشّخص حتّى التّفكير في نقدها فضلاً عن ممارسة ذلك، وفي الوقت نفسه يدّعون أنّهم من دُعاة الدّيموقراطيّة الحقيقيّة ويتشدّقون بذلك، وأنّهم من دعاة الرّأي والرّأي الآخر أيضاً!!

مع أنّ هذه الممارسة خلاف العمليّة الدّيموقراطيّة اللّيبراليّة تماماً؛ إذ ما عليهم أن يفهموه هو: لا حقّ لهم في منع الشّخص من ممارسة نقده طالما لم يمسك عصا بيده ويخرج إلى الشّارع ليمنع النّاس من ممارسة طقوسها، لا أن يكمّموا أفواه بعض فئات النّاس بعناوين مبتدعة تحت طائلة حماية الدّستور ومقولاته؛ إذ يجب أن نميّز جيّداً بين نقد ما يُسمّى بالثّوابت الدّينيّة والمذهبيّة والدّستوريّة علميّاً، وبين انعكاس هذا النّقد على الواقع الخارجي وتحوّله إلى مصدّات وسيطرات تمنع النّاس من ممارسة طقوسها؛ فالأوّل: حقّ ديموقراطيّ مكفول للجميع، والثّاني: مخالف للقوانين المتّفق عليها، فليُتأمّل كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.

https://www.facebook.com/plugins/post.php?href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Fjamkirann%2Fposts%2F4189459601176332&show_text=true&width=500

جثمان الرّسول ولوازم البشريّة!!

يُعدّ وكيع بن الجرّاح الكوفيّ المتوفّى سنة: “197هـ” من أبرز أعلام تلك المرحلة ممّن له إحاطة واسعة بعلوم الحديث والرّجال، وتلقّى العلم من أمثال أبي حنيفة وسفيان الثّوري وشعبة بن الحجّاج وأضرابهم، وحدّث عنه رهط كثير كأحمد بن حنبل الّذي قال في حقّه: بأنّه لم ير أحداً أوعى للعلم وأحفظ منه، ولهذا نقل عنه الكبار في صحاحهم ومصنّفاتهم رغم اتّهامه بالرّفض لكونه يقدّم عليّاً على عثمان.

وذات يوم وفد وكيع إلى مكّة حاجّاً فحّدث بها بحديث سمعه من بعض شيوخه يقرّر بأنّ الرّسول قد تأخّر أصحابه في دفنه حتّى ربا بطنه وأنتنّت خنصراه، فجنّ جنون قريش هناك ورفع أمره إلى هارون الرّشيد الّذي كان في وقتها هناك كما هي إحدى الرّوايات لهذه الحادثة، فاستفتى في مصيره بعض مفتي زمانه، فأفتى عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روّاد ـ والّذي كان ممّن حدّث عن وكيع ـ بضرورة قتله؛ وأخبرهم بأنّه لم يرو هذا الحديث إلّا وفي قلبه غشّ للرّسول، لكنّ سفيان بن عيينة ورغم التّباعد الحاصل بينه وبين وكيع لم يقبل بذلك، وأبلغ الرّشيد بعدم انبغاء قتله؛ لأنّه سمع حديثاً ورواه فلا ذنب له، وكانت المدينة شديدة الحرّ وتوفّي الرّسول يوم الاثنين وتُرك حتّى الأربعاء لانشغال القوم في صلاح الأمّة واختلفت قريش مع الأنصار، ومن الطّبيعي أن يتغيّر جثمانه… ورويت تفاصيل القصّة بطريقة أخرى.

أقول: لا شكّ في أنّ هذا الّلون من القمع لنقل الحقائق المرتبطة ببشريّة الرّسول أدّى إلى ضياع حقائق كثيرة، وأضحى المحدّثون مضطرّين إلى عدم التّحديث بما عنونوه بالمُنكرات والّتي هي ليست بمُنكرات أصلاً، بل وتجدهم يبادرون إلى التّشكيك بوثاقة الرّاوي وإلصاق التّهم به لإسقاط روايته إثر ذلك، ولهذا حنق بعض المتأخّرين على وكيع بسبب الممارسة أعلاه؛ فهذا الذّهبي يرى أنّها زلّة عالم، وهاجم وكيعاً بشدّة على روايته لها، واصفاً إيّاه بقلّة العقل والورع حينها، مذّكراً إيّاه بحديث عليّ بن أبي طالب الدّاعي لإخفاء الحقائق الدّينيّة الموجبة لتكذيب الله والرّسول عن النّاس!! مع أنّ الأصل البشريّ الحاكم منسجم تمام الانسجام مع ما حدّث به وكيع، ومن يُريد الخروج عن مثل هذا الأصل فلا يمكنه الرّكون إلى أقوال الشّخص نفسه في حياته، فتدبّر كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.

https://www.facebook.com/plugins/post.php?href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Fjamkirann%2Fposts%2F4163806000408359&show_text=true&width=500

عمر بن سعد ثقة صدوق عندهم؛ إذ كان يروي عن والده الصّحابيّ [الجّليل] ابن أبي وقّاص، والتّشكيك فيه وعدم نقل أحاديثه للخوف من عامّة النّاس وسخطهم!!

عمر بن سعد ثقة صدوق عندهم؛ إذ كان يروي عن والده الصّحابيّ [الجّليل] ابن أبي وقّاص، والتّشكيك فيه وعدم نقل أحاديثه للخوف من عامّة النّاس وسخطهم!!

https://www.facebook.com/plugins/post.php?href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Fjamkirann%2Fposts%2F4163600300428929&show_text=true&width=500

الحسين الحقيقيّ والانتفاع من الغزو والسّبي!!

لا يختلف الحسين الحقيقيّ عن أبيه وأخيه وجدّه الرّسول في ممارسة الق.تل والذّ.بح والسّبي ونكح النّساء المسبيّات [على الطّريقة الإسلاميّة] كما هو حال أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية وغيرهم من الصّحابة في ذلك الوقت، كما لا يختلف عنهم في الاعتياش اليومي على موارد الغزو وفرض الإتاوات [على الطّريقة الإسلاميّة] أيضاً.

أمّا الحسين المذهبي فهو مسالم مع الجميع، ولم يحمل سيفاً في حياته ليجبر أحداً على اعتناق الإسلام، بل كان يدعو إلى سبيل ربّه بالحكمة والموعظة الحسنة والجّدال بالأحسن، ولم يفرض على أيّ قوم أو بلد الإتاوات أو يشارك في غزوهم قطّ، وكانت كلّ حياته مملوءة بالدّعاء والصّلاة وفعل الخير والعمل في المزارع الخاصّة الّتي اشتراها من كدّ يمينه وعرق جبينه، حتّى تسلّم الطّغاة الخلافة وأرادوا قتله ولو تعلّق بأستار الكعبة؛ فخرج وهو يعلم بموطن ومكان وساعة مقتله؛ كما أخبره جدّه بذلك، فوقعت الجريمة النّكراء.

نعم؛ ما لم تقف على هذا السّياق الكامل وتفهم ممارساته وأدواته وأهدافه ومراميه وتقيّمها من ناحية أخلاقيّة صرفة لا يُمكن لك أن تُقنع الآخر المحايد بالحزن على مقتل الحسين وسبي نسائه [المفترض] عن طريق تكثير السّواد والرّايات والدّمامات في العواصم العالميّة؛ لأنّ جوابه الحاضر سيكون واضحاً: هذه الممارسات مارسها الجميع في ذلك الوقت بما فيهم الحسين… ثمّ ماذا؟! فتأمّل كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.

https://www.facebook.com/plugins/post.php?href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Fjamkirann%2Fposts%2F4078907532231540&show_text=true&width=500

أسباب تحفّظات البخاري على رواية الصّادق!!

ابن تيميّة: أسباب تحفّظات البخاري عن إخراج روايات الصّادق في صحيحه إنّما هو استرابته منها بسبب ما نقله عن يحيى القطّان!!

أقول: اتّهام أهل الكوفة بالكذب على الصّادق كلام مبالغ فيه كثيراً، وناتج من عدم تمييز نقّاد أهل السُنّة المتأخّرين بين شخصيّته الباطنيّة والظّاهريّة، ولهذا وقعوا في تهافتات عدّة أوجبت إسقاط حتّى صحاح النّصوص بموازينهم كما سنبيّن في محلّه، فتأمّل.

https://www.facebook.com/plugins/post.php?href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Fjamkirann%2Fposts%2F4019980194790941&show_text=true&width=500

تضعيف الصّادق من قبل من وصفوه بأمير المؤمنين في الحديث!!

ابن عديّ يُدرج الصّادق في كتابه الكامل في ضعفاء الرّجال وينقل عن أمير المؤمنين في الحديث ـ وفق وصف بعضهم له ـ يحيى القطّان قوله: في نفسي منه شيء!!

ننقل هذه النّصوص لكي يخرج الواعون من سطوة “شعيط ومعيط وجرّار الخيط” ممّن يغرّرون بالنّاس ويحسبون أنّ الاتّجاه الآخر لا شكّ ولا شبهة لديه في وثاقة أحاديث الصّادق وبقيّة الأئمّة من ولده، فتأمّل!!

https://www.facebook.com/plugins/post.php?href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Fjamkirann%2Fposts%2F4017135741742053&show_text=true&width=500

القيمة الرّجاليّة لرواية الصّادق عند أحمد بن حنبل كما هو المرويّ عنه!!

القيمة الرّجاليّة لرواية الصّادق عند أحمد بن حنبل كما هو المرويّ عنه!!

أقول: وهذا الأمر يعود لأسباب عدّة تقدّم الحديث عنها فيما مضى، وأبرزها: تنوّع شخصيّته إلى باطنيّة وظاهريّة، فتأمّل.

https://www.facebook.com/plugins/post.php?href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Fjamkirann%2Fposts%2F4013850632070564&show_text=true&width=500

حريّة النّقد مشروطة بمراعاة الأدب في بيانها!!

للإنسان الحقّ في هذا المكان أن يكتب ملاحظاته العلميّة النّقديّة على أيّ وجود أو مفروض الوجود في هذا الوجود دون تقيّد ولا تحفّظ ولا تهيّب، ولكن بشرط أن يكتب ذلك بعلم وأدب وحسن بيان، من غير ذلك فهو يكتب انفعالاته ليس إلّا، ويُسهم في إعطاء المهرّجين ذريعةً لتهريجاتهم، كما ويُبعد النّفوس الطيّبة الّتي يهمّها العلم والمعرفة من المشاركة والتّفاعل والإفادة والاستفادة في هذا المكان الّذي بنيناه للعلم والمعرفة فقط.

نتمنّى من الجميع مراعاة ذلك، وتدوين ملاحظاتهم بما يُراعي الأدب والأخلاق والحياء العامّ، ومن غير ذلك فنحن مضطرّون لحذفها وإن طال الوقت، ويجب على المتابعين الجادّين والحريصين أن يتفهّموا أنّ هذا الحساب لشخص واحد فقط، وبالنّهاية فإنّ قدرته على متابعة التّعليقات جميعاً وفي كلّ الأوقات هي محدودة بطبيعة الحال، لذا وجب التفهّم والتّنويه، لكنّ سياسته العامّة في منع وحجب أيّ تعليق لا يلتزم بما ذكرناه آنفاً لا تعديل ولا تغيّر فيها، كما لا نتحمّل مسؤوليّة أيّ كتابة وتعليق غير ما نكتبه باسمنا، مهما حاول المهرّجون ادّعاء وجود حسابات أخرى لنا؛ لأنّهم لا يستوعبون الحقيقة.

شكراً للجميع على تفهّم ذلك، والله من وراء القصد.

https://www.facebook.com/plugins/post.php?href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Fjamkirann%2Fposts%2F3908953705893591&show_text=true&width=500

نهج البلاغة يموّه بحذف اسم الحسن وتحفّظاته على أبيه!!

روى شيخ الطّائفة الاثني عشريّة الطّوسي المتوفّى سنة: “460هـ” أصل التحفّظات الشّديدة والبالغة للحسن بن عليّ على سياسة والده وتحرّكاته وكذا جواب عليّ عليها أيضاً، عن أستاذه المفيد المتوفّى سنة: “413هـ” بإسناده عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب رغم وجود إضافات مذهبيّة عميقة لا نراها في الرّواية بالإسناد نفسه في المصادر المتقدّمة، وقد نصّ عليّ في إجابة آخر اعتراض سجّله الحسن عليه قائلاً:

وأمّا قولك اعتزل العراق ودع طلحة والزّبير، فو الله ما كنت لأكون كالضّبع تنتظر حتّى يدخل عليها طالبها، فيضع الحبل في رجلها؛ حتّى يقطع عرقوبها، ثمّ يخرجها فيمزّقها إرباً إرباً، ولكن أباك يا بني يضرب بالمقبل إلى الحقّ المدبر عنه، وبالسّامع المطيع العاصي المخالف أبداً، حتّى يأتي عليّ يومي، فو الله ما زال أبوك مدفوعاً عن حقّه، مستأثراً عليه، منذ قبض الله نبيه “ص” حتّى يوم النّاس هذا. فكان طارق بن شهاب أيّ وقت حدّث بهذا الحديث بكى». [بحار الأنوار نقلاً عن الأمالي: ج32، ص103؛ أمالي الطّوسي: ص52ـ53، ط البعثة].

لكنّا حينما نقلّب نهج البلاغة لتلميذ المفيد، أعني الشّريف الرّضي المتوفّى سنة: “406هـ”، نلاحظ انتقائيّة مخلّة جدّاً في مقام التّمويه على القارئ في هذا المكان؛ وذلك بعدم ذكره تصريحاً أو تلميحاً صاحب هذه الإشارة وهو الحسن بن عليّ كما قرّرت ذلك صحاح الأخبار، بل عمد إلى بتر الجزء الأخير من جواب عليّ له، ووضعه تحت عنوان عام، واقتصر في نقله على الإضافات المذهبيّة والبلاغيّة قائلاً: «ومن كلام له “ع” لمّا أشير عليه بألّا يتبع طلحة والزّبير، ولا يرصد لهما القتال: “والله لا أكون كالضّبع تنام على طول الّلدم…إلخ» [ص41، ط دار المعرفة]؛ مع أنّ المفترض به أن يقول حفظاً للأمانة العلميّة: ومن كلام له لمّا أشار عليه الحسن…إلخ، لا سيّما وهي المنقولة عن أستاذه المفيد فضلاً عن إجماع بقيّة المصادر المتقدّمة الّتي نقلتها.

ومن الواضح: أنّ اقتصار صاحب نهج البلاغة على هذا النّقل وبهذه الألفاظ بالخصوص يؤكّد إيمانه بأصل الحادثة الّتي رويت بأسانيد صحيحة في كلمات المتقدّمين عليه، والمرتبطة ـ كما نوّهنا ـ بالتحفّظات العميقة للحسن على سياسة والده والّتي أنتجت خوض ثلاث حروب طاحنة بين المسلمين أنفسهم، وبهذه الطّريقة الذكيّة مذهبيّاً جعل ما بين القارئ العاطفي والحقيقة سدّاً منيعاً لا يستطيع من خلاله: لا معرفة الأسباب الحقيقيّة الّتي دعت لصدور مثل هذا الكلام، ولا التّصديق بها حينما يُرشده أحد إليها، لا سيّما بعد دوام الطّرق المذهبي الطّائفيّ العميق على رؤوس الجماهير الشّيعيّة الاثني عشريّة منذ قرون عدّة، فتدبّر كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.

https://www.facebook.com/jamkirann/posts/3757707004351596

الاختلاف البشري بين عليّ ونجله الحسن!!

لا يمكن أن نفهم الأسباب الحقيقيّة لمهادنة الحسن بن عليّ مع معاوية بن أبي سفيان ما لم نفهم أساس التّحفّظات العميقة والبالغة الّتي سجّلها الحسن على أداء والده عليّ بن أبي طالب من أيّام محاصرة واغتيال الخليفة عثمان بن عفّان المقتول سنة: “35هـ”، مروراً ببيعته على الخلافة، وحتّى مسيره إلى البصرة ومن ثمّ معركة الجمل المعروفة؛ فهذه التّحفّظات تكشف لنا بوضوح اختلاف الرّؤية والمنهج بين الاثنين، بعيداً عن حكاية الإمامة الإلهيّة والعصمة وتفرّعاتهما، أو وهم تنوّع الأدوار ووحدة الهدف المنبثق منهما.

إذ روى نقلة الأخبار صحيحاً ومعتبراً وفق موازين صنعة الحديث عند علماء الإسلام أنّ عليّاً كان قد خرج إلى الرّبذة بعد مقتل عثمان تمهيداً لمواجهة طلحة والزّبير، جاءه الحسن نجله الّذي نيّف على الثّلاثين حينها فبكى بين يديه، فقال له: ما بالك؟! قال: أبكي لقتلك غداً بمضيعة ولا ناصر لك؛ فقد أمرتك فعصيتني، ثمّ أمرتك فعصيتني، فقال عليّ: لا تزال تخنّ خنين الجارية، ما الّذي أمرتني به فعصيتك؟! فقال: أمرتك حين أحاط النّاس بعثمان أن تعتزل؛ فإنّ النّاس إذا قتلوه طلبوك أينما كنت حتّى يبايعوك، فلم تفعل، ثمّ أمرتك لمّا قُتل عثمان ألّا توافقهم على البيعة حتّى يجتمع النّاس ويأتيك وفود العرب فلم تفعل، ثمّ خالفك هؤلاء القوم فأمرتك ألّا تخرج من المدينة وأن تدعهم وشأنهم فإن اجتمعت عليك الأمة فذاك و إلّا رضيت بقضاء الله…».

وبمعزل عن الإضافات المذهبيّة الّتي حصلت في إجابة عليّ لنجله الحسن لأصل هذه الاعتراضات، وبغضّ الطّرف أيضاً عن توظيف مفردة “أمرتك” والّتي نقلها أو لطّفها مشايخ الطّائفة بمفردة “سألتك”، إلّا أنّ أصل هذه الحادثة قد أخرجها واعتمدها كثيرون بنحو لا يسمح للباحث المحايد التّشكيك في أصل وقوعها إلّا على أساس أوهام العصمة وأضرابها، ولعلّ ما حصل من هدنة ومصالحة ومبايعة لمعاوية بعد مقتل عليّ أوضح شاهدٍ ومنبّهٍ على سياسة الحسن المختلفة تماماً عن سياسة أبيه بل وحتّى عن شقيقه الحسين مهما تمحّل المتمحّلون، سياسة تقديم طلب العافية للنّفس والأمّة على زّجها في معارك قد لا تخلّف غير أنهار من الدّماء مهما كانت منطلقة من أهداف سامية عند دُعاتها، فليُتأمّل كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.

https://www.facebook.com/jamkirann/posts/3755047944617502

إنباءات الرّسول لا حجيّة لها ما لم يثبت حجيّة نفسه!!

ربّما يصل العارف والمرتاض والنبيّ إلى حقائق كونيّة لا يستطيع الإنسان العادي الوصول إليها، لكنّه حينما يُريد أن يبرهن للآخرين على وجودها وحقيقتها فلا طريق له غير سلوك آليّات العلم الحصوليّ المتعارفة، وما لم يوفّر ذلك فلا حجيّة لكشفه وشهوده إلّا على نفسه.

كما أنّ معروفيّة الإنسان بالصّدق وحسن السّيرة والسّلوك وإيمان الجميع بذلك لا تبرّر تصديقه بكلّ شيء يدّعيه؛ وإنّما ينبغي تقدير الأمور بقدرها؛ فالإنسان قد يكون صادقاً في حياته ولا يقول الكذب ولو على قطع أوداجه، لكنّ هذا لا يمنع من وقوعه في أخطاء واشتباهات في فهم بعض الحقائق وتقديرها، لا سيّما في الميادين الما ورائيّة الغيبيّة الّتي لا سبيل لليد البشريّة إليها، والّتي تتطرّق الأوهام والتخيّلات إليها كثيراً، وبالتّالي: فالمرجع في جميعها هو الدّليل.

وفي ضوء هذا البيان تعرف: أنّ أيّ معلومة قرآنيّة تتحدّث عن وجود وتفاصيل عوالم أخرى لا سبيل للعقل البشريّ ـ بأدواته المتعارفة ـ للوصول إليها لا يمكن إلزام أحدٍ من بني البشر بها ما لم نُثبت في رتبة سابقة حجيّة قناتها الرّسميّة الموصلة أو المصدِّرة وهي: الرّسول، فكيف إذا كانت حجيّة أقوال الرّسول متوقّفة على حجيّة القرآن نفسه؟!

فتلخّص ممّا تقدّم: إنّ البحث العلميّ الجادّ يؤكّد على أن لا حجيّة لإنباءات الرّسول _ أيّ رسول كان ونحن في مقام التّنظير العلمي _ ما لم يثبت بدليل معتبر حجيّة نفسه، وما قيل بأنّ حجيّة أقوال الرّسول محمّد مأخوذة من القرآن مشكل جدّاً؛ وذلك لأنّ الإيمان بالقرآن متوقّف على الإيمان بنبوّة الرّسول، ونبوّة الرّسول متوقّفة على الإيمان بحجيّة القرآن، وهو من أوضح مصاديق الدّور المصرّح إلّا إذا قلنا بحجيّة القرآن الذّاتيّة، وهو كما ترى، فتأمّل كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.

https://www.facebook.com/jamkirann/posts/3738716126250684

أمام الإعجاز القرآني في عصره اعتراضان!!

يقف أمام دعوى الإعجاز القرآنيّ للعرب في تلك الّلحظة الزّمنيّة اعتراضان جادّان:

الأوّل: من أين حصل العلم بأنّ العرب لم يأتوا بمثله؛ إذ ربّما أتوا بمثله ولم يصلنا، ومن مجرّد عدم وصوله لا يمكن العلم بعدم إتيانهم بمثله.

الثّاني: ربّما يكون عدم إتيانهم بمثله من باب الإعراض وعدم الاكتراث، لا من جهة عجزهم بحيث أرادوا وفعلوا وأخفقوا.

وفي مقام الإجابة على هذين الاعتراضين نصّ المحدّث النّوري المتوفّى سنة: “1320هـ” على ما ترجمته: «وإجابة هاتين الشّبهتين متوافرة في كتب النّبوّة الخاصّة؛ وذلك لوجود استحالة بحسب العادة أن يأتوا بمثله ولا يصل إلينا، مع وجود كلّ أولئك الأعداء من أهل الكتاب والمشركين الّذين كانوا بصدد التّضييع والتّكذيب؛ وذلك لأنّ أيّ عاقل لا يصدّق بأنّ المجيء بمثيل سورة واحدة سيسبّب مسامحة ومضايقة لهم مع القدرة بحيث تُبطل جميع دعاواه “ص” المدّعاة من نفسه، ويضع نفسه في معرض القتال والجدال والنّهب وغارة الأموال وسبي النّساء والأطفال». [ردّ فارسي مخطوط كتبه المحدّث النّوري على الطّهراني المعرّب].

ونحن نتحفّظ كثيراً على مثل هذه الإجابات خصوصاً ما طُرح على الاعتراض الثّاني في بعض الكلمات المعاصرة؛ إذا يُمكن إبراز التحفّظ وتعميقه بمثال معاصر؛ فهو نظير من يدّعي الاجتهاد والأعلميّة على عموم مجايليه في الأوساط العلميّة الحوزويّة الاثني عشريّة، ويتحدّاهم أن يناظروه ويأتوا بمثل ما كتبه أيضاً، فإنّ عدم إقدامهم لا يفضي لإثبات مدّعياته على الإطلاق؛ إذ هو لازم أعمّ قد يكون ناتجاً من عدم اعتنائهم وسخريتهم ووصفهم إيّاه بالجنون أو الجهل المركّب مثلاً، ولهذا فلا يمكن أن يكون طريق التحدّي بالإتيان بالمثيل صالحاً بنحو دائم لإثبات حقانيّة المدّعيات العلميّة فضلاً عن الارتباط السّماوي الغيبي بهذا العرض العريض، فتأمّل كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.

https://www.facebook.com/jamkirann/posts/3734362633352700

هل يصلح القرآن لإثبات نبوّة قناته؟!

من البديهيّات المنطقيّة: عدم إمكانيّة إثبات وجود الشّيء من خلال شيء يتوقّف أصل وجوده عليه؛ وذلك للزوم الدّور، وعليه: فلا يمكن أن نثبت نبوّة الرّسول من خلال القرآن؛ لأنّ حجيّة القرآن متوقّفة على ثبوت نبوّة الرّسول ومن ثمّ حجيّة كلامه وإخباراته، فكيف يُستند للقرآن لإثباتها؟!

الّلهم إلّا أن يُقال: إنّ الصّوت القرآني بنفسه يمتلك حجيّة ذاتيّة؛ بحيث أنّه يكفي لإثبات مدّعيات قناته الموصلة أو المصدّرة دون حاجة لدليل آخر؛ فهو تحدّ وإعجاز!!

وهذا الكلام حتّى لو سلّمنا بمقبوليّته جدلاً، وآمنا فرضاً بعجز مخاطبيه عن الإتيان بمثيل ولو بسيط له مهما تمحّلنا في تفسير حقيقة الإعجاز القرآني وطبيعته، إلّا أنّ إعجازه المفترض مختصّ بعصره ومحيطه لا غير، ولا إعجاز له في الأعصار والأزمنة الّتي تليه؛ لأنّ الإتيان بمثيل بل ومماثل للقرآن ليست مسألة متعسّرة ولا متعذّرة، وإنّما حصلت لها هذه الرّهبة بسبب الخوف والوجل والحذر الّذي ولّده الرّهاب الاجتماعي لمن يُريد التّفكير بأصل هذا الموضوع فضلاً عن الجرأة في سلوكه؛ لأنّ نتيجته الذّبح بمختلف معانيه لا محالة.

أضف إلى ذلك فإنّ الرّسول قد غادر الدّنيا ولم يكتب معجزته المفترضة ويجمعها بين دفّتين قطّ، بل أبقاها متناثرة موزّعة ما بين جريد النّخل والّلخاف وصدور الرّجال، وبالتّالي: فما كانت له دليلية ذاتيّة في حياته كصوت فقد دليليّته بعد مماته ككتابة، ولهذا مال بعضهم لتفسير أصل الأعجاز القرآني في زمانه بالصّرفة؛ لأنّه لم ير في هذا الموجود إعجازاً أصلاً.

إذا عرفت هذا فاعلم: أنّ الاستدلال على نبوّة الرّسول، أو حقّانيّة نسخة القرآن المتداولة، من خلال آيات هذه النّسخة أمر معيب جدّاً من النّاحية العلميّة والمعرفيّة، فتدبّر وافهم، والله من وراء القصد.

https://www.facebook.com/jamkirann/posts/3733849843403979

ضرورة تناسب دليل النبوّة مع طبيعة المُنبّئ عنه!!

تارة يكون الإله الّذي تدّعي نبوّتك الارتباط به بمواصفات عاديّة جدّاً، فمن الطّبيعي أن يكون الدّليل المطلوب منك تقديمه لإثبات وجوده وارتباطك به متناسباً مع حجمه وأفقه وماهيّته.

وتارة يكون الإله الّذي تدّعي نبوّتك الارتباط به بمواصفات كبيرة وهائلة جدّاً بما لا يُتناهى عدّةً وشدّةً ومدّةً، فمن الطّبيعي أن يكون ارتباطك بمثل هذا الإله وتواصلك معه يتطلّب دليلاً يتسانخ معه.

وفي ضوء هذا الإله الثّاني أقول:

يتعذّر جدّاً ـ وفقاً لمقاسات البحث العلمي الجادّ وهذه قيود مهمّة ـ أن يتمكّن مدّعي الارتباط المباشر معه أن يُثبت لمخاطبيه المباشرين ـ فضلاً عن نوع مخاطبيه في طول عمود الزّمان ـ ذلك عن طريق نصٍّ عربيٍّ يتحدّث عن الإبل والبقر والمعز والحمير والبغال والخيل والفيل والكلب والذّئب والجراد والنّحل والقمل والذّباب والفراش والعنكبوت والقرود والثّعابين والقسورة والحوت والخنزير والغراب والضّفادع والبعوض والهدهد والطيور؛ بل هو معني بالدّرجة الأساس بتقديم براهين وأدلّة متناسبة مع طبيعة الإله الّذي يدّعي الارتباط به، براهين وأدلّة تتخطّى هذه الأمور وتتعدّاها، وحينها ستخرس الألسن ويضحى من يُنكر الارتباط جاحداً، فتأمّل كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.

https://www.facebook.com/jamkirann/posts/3732958953493068

الارتباط السّماوي فرع إقامة الدّليل المتناسب معه!!

في مقام البحث العلمي أنت معني بتقديم دليلٍ يتناسب مع حجم مدّعياتك إذا ما أردت إلزام غيرك الحجّة وإجباره علميّاً على الخضوع لها والتّسليم بها، أمّا أن تتعذّر عن الإتيان به وتدّعي أنّك حتّى لو أتيت به فإنّ خصمك لن يُذعن لحقّانيّتك ولا يصدّق بمضمونها وحقّاها، فهذا ما لا يُستساغ في البحوث العلميّة بل والدّينيّة الجادّة أيضاً.

المؤسف: أنّنا نلاحظ مثل هذه الطّريقة عيناً في القرآن الصّوتي؛ وذلك حينما يطلب الخصم من قناته الحصريّة الموصلة أو المصدّرة ـ وهي: الرّسول ـ أن تثبت اتّصالها بالسّماء بدليل يتناسب مع حجم مدّعياتها، فيُعتذر عن ذلك بذريعة أنّها حتّى لو أتت بها فلن يؤمنوا بمؤدّاها، بل وصفت مثل هذه المطالبات المتناسبة جدّاً مع المدّعيات بالّلا معقولة!!

وعلى سبيل المثال:

وقالوا لن نؤمن لك حتّى تفجّر لنا من الأرض ينبوعاً؛ أو تكون لك جنّة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيراً؛ أو تُسقط السّماء كما زعمت علينا كسفاً أو تأتي بالله والملائكة قبيلاً؛ أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتّى تنزل علينا كتاباً نقرؤه، قل سبحان ربي هل كنت إلّا بشراً رسولاً؟!

ولو نزلنا عليك كتاباً في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الّذين كفروا إنّ هذا إلّا سحر مبين؛ وقالوا لولا أُنزل عليه ملك، ولو أنزلنا ملكاً لقضي الأمر ثمّ لا ينظرون.. .

وهذا البيان وإن صحّت نتائجه عند المؤمنين بسماويّة مدّعيات الرّسول وإخباراته واستشرافاته ولو عن طريق صرف الادّعاء، لكنّها لا تصحّ بموازين البحث الجادّ بالمُطلق؛ إذ يرجع الاعتراض من جذع ليقول: ما هو الدّليل على سماويّة مدّعياتك والّذي يتناسب مع حجمها، فتأمّل كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.

https://www.facebook.com/jamkirann/posts/3731683413620622

نسخة القرآن المتداولة وسؤال الحقّانيّة!!

رغم أنّ الرّسول هو القناة الأرضيّة الحصريّة الموصلة أو المصدِّرة للقرآن لا غير، لكنّه خرج من هذه الدّنيا ولم يكتب بيده حرفاً واحداً من القرآن قطّ، كما لم يُراجع أو يصحّح بنفسه أيّ شيء ممّا تناثر من مكتوبات قرآنيّة لغيره البتّة؛ وهذا الادّعاء محل إجماع بين المسلمين على اختلاف طوائفهم وفرقهم ومذاهبهم.

وعليه: فمن من هي الجهة السّماويّة المعصومة الّتي منحت نسخة القرآن المتداولة سمة التّطابق الجزمي الحتمي المعصوم والتّام ما بينها وما بين القرآن الصّوتي الخارج من فم الرّسول لكي نبادر لتوليد عشرات التمحّلات والتّرقيعات والتّفسيرات لمجرّد أن نرى عدم انسجام هنا أو عدم دقّة هناك؟!

لا شكّ في أنّ عموم الموسوعات التّفسيريّة في العالم الإسلامي _ فضلاً عن غيرها من تمحّلات أنصار علم التّرقيع البلاغي والّلغوي القرآني _ إنّما تضخّمت وتوسّعت وتطوّرت حتّى خرجت عن الحدّ المعقول بسبب عدم احتمالها ولو الضّئيل بأنّ هذه النّسخة الواصلة من القرآن هي جهد بشري من حيث تدوينها وكتابتها، وقد اعتمدت على آليّات بشريّة بدائيّة جدّاً في جمع الآيات وادراجها وتسويقها وتعميمها، كما كان الخطّ العربيّ نفسه في لحظتها ضعيفاً من جوانب عدّة، ولم تُشرف على كتابة هذه النّسخة أو مراجعتها جهة معصومة قطّ، بل روي عن نفس كتّابها وجود الخطأ فيها وعدم مراجعتهم لها، كما كان لأبرز القرّاء حينها موقف سلبيّ شديد منها، لكنّها مرّرت بتوسّط بطش السّيف وفتاوى التّكفير.

في ضوء هذا الأصل المنهجيّ المسلّم تعرف: أنّ اكتشاف اهتمام السّماء بالقرآن واكتراثها وجديّتها بدستوريّته الدّينيّة الدّائميّة لعموم البلاد والعباد حتّى نهاية الدّنيا من خلال وصول مثل هذه النّسخة إلينا محلّ نظر وتأمّل عميق جدّاً بل منع؛ إذ ما معنى أن تحاسب السّماء بني البشر في طول عمود الزّمان على أساس مخالفتهم لنصّ لم تبادر لكتابته لا بنفسها ولا بتوسّط قناتها الحصريّة المفترضة أيضاً، وتركت كتابته رهينة ابتداعات هذا واجتهادات ذاك، فتأمّل كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.

https://www.facebook.com/jamkirann/posts/3731090647013232