#قال السيّد الشّريف المرتضى في تنزيه الأنبياء: «وقد روي أنّه [الحسين] “صلوات الله وسلامه عليه وآله” قال لعمر بن سعد الّلعين: اختاروا منّي: [1] إمّا الرجوع إلى المكان الذي أقبلت منه. [2] أو أن أضع يدي في يد يزيد؛ فهو ابن عمّي ليرى فيّ رأيه. [3] وإمّا أن تُسيّروني إلى ثغرٍ من ثغور المسلمين؛ فأكون […]
#قال السيّد الشّريف المرتضى في تنزيه الأنبياء: «وقد روي أنّه [الحسين] “صلوات الله وسلامه عليه وآله” قال لعمر بن سعد الّلعين: اختاروا منّي:
[1] إمّا الرجوع إلى المكان الذي أقبلت منه.
[2] أو أن أضع يدي في يد يزيد؛ فهو ابن عمّي ليرى فيّ رأيه.
[3] وإمّا أن تُسيّروني إلى ثغرٍ من ثغور المسلمين؛ فأكون رجلاً من أهله، لي ما له وعلي ما عليه.
وأن عمر [بن سعد] كتب إلى عبيد الله بن زياد الّلعين بما سئل، فأبى عليه وكاتبه بالمناجزة، وتمثّل بالبيت المعروف وهو:
الآن قد علقت مخالبنا به يرجو النجاة ولات حين مناص
فلما رأى [الحسين] “ع” إقدام القوم عليه، وأن الدين منبوذ وراء ظهورهم، و علم أنّه إن دخل تحت حكم ابن زياد اللعين تعجّل الذلّ والعارّ وآل أمره من بعد إلى القتل، التجأ إلى المحاربة والمدافعة بنفسه وأهله ومن صبر من شيعته، ووهب دمه له ووقاه بنفسه، وكان بين إحدى الحسنيين: إمّا الظفر؛ فربما ظفر الضعيف القليل، أو الشهادة والميتة الكريمة». [السيّد المرتضى المتوفّى سنة: 436هـ، تنزيه الأنبياء: ص177].
#أقول: أنا واثق كلّ الوثوق إنّك لا تقبل بهذه القراءة الّتي سجّلها السيّد المرتضى في السّطور أعلاه؛ لأنّك لا تريد أن تخلع نظّارتك المذهبيّة المنبريّة؛ وتراها تصطدم مع الصّورة النّمطيّة الكلاميّة المفرطة المرسومة في ذهنك الشّيعي عن الإمام الحسين “ع” وتحركّاته، مع إنّ السيّد المرتضى المتوفّى سنة: “436هـ” لا يجد مانعاً من ذكر هذه القراءة ولا يراها تصطدم مع معتقدات المذهب وقناعته رغم إنّه أحد العناصر المؤسّسة لعلم الكلام الشّيعي… تُرى أين السّبب وأين مكمن المشكلة؟!