هل ذكر الميرزا القمّي الشعائر الحسينيّة في باب الجهاد؟!

6 نوفمبر 2016
1899
ميثاق العسر

حينما نسأل الميرزا القّمي “1738ـ 1818م” صاحب جامع الشتات عن معنى شعائر الإيمان التي تحدّث عنها في أحد الاستفتاءات المُقدّمة له في باب الجهاد من هذا الكتاب؟ فنراه يجيبنا بوضوح بأنّها: «مثل مسح الرجلين والتزام السجود على ما يصحّ السجود عليه وقول حي على خير العمل فى الآذان ونحو ذلك». [جامع الشتات: ج1، ص372]. #وحينما […]


حينما نسأل الميرزا القّمي “1738ـ 1818م” صاحب جامع الشتات عن معنى شعائر الإيمان التي تحدّث عنها في أحد الاستفتاءات المُقدّمة له في باب الجهاد من هذا الكتاب؟ فنراه يجيبنا بوضوح بأنّها: «مثل مسح الرجلين والتزام السجود على ما يصحّ السجود عليه وقول حي على خير العمل فى الآذان ونحو ذلك». [جامع الشتات: ج1، ص372].
#وحينما نسأله ثانية: هل يجب على الإنسان الهجرة من المكان الذي يعجز فيه عن إظهار شعائر الإيمان ـ وركّزوا على الإيمان كثيراً ـ لأيّ سبب اتّفق كما حُكي ذلك عن الشهيد الأوّل؟
#يجيب الميرزا القمّي قائلاً: «[إنّ] ما نُقل عن الشهيد محل إشكال، والاعتماد على العلّة المستنبطة من الهجرة عن بلاد الشرك ضعيفٌ؛ لأنّ الفرق بين الشرك والكفر وبين مخالفة المخالفين بيّنٌ واضحٌ؛ إذ كتابهم واحد، ونبيّهم واحد، وقبلتهم واحد، وكذلك صلاتهم وصومهم وزكاتهم، وإنّما الخلاف فى بعض الكيفيّات، ويمكن المضي على اعتقاد الولاية ونحوها من الأمور الباطنة بحيث لا يحصل فيه #ضرر، وكذا الأعمال الّا فى مثل غسل الرجلين والتكفير فى الصلاة وترك قول حى على خير العمل والسجود على ما يصحّ السجود عليه، و[قد] ورد الأخبار فى جواز التقية فى أمثالها، بل والمماشاة معهم، والترغيب فى حضور جماعتهم، والصلاة معهم، والحكم بطهارتهم، وحلّ ذبائحهم، بل وقولهم “ع” إنّ التقية دينهم ودين آبائهم، سيما مع ملاحظة قوله تعالى: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّٰهِ أَتْقٰاكُمْ)». [المصدر السابق: ص373].
وهكذا يخلص الميرزا القمّي إلى: «[إنّ] أصل الإسلام يمكن إظهار شعائره فى بلاد المخالفين، ولا يستلزم الكون فى بلادهم ترك شعائر الإيمان غالباً ولو بالمساترة معهم، وقد جُوّز التقيّة فى بعض ما يحتاج إليه، فالأمر مع ذلك بلزوم الهجرة وترك الوطن #عسر_وحرج، بل وتحمل التقيّة عبادة وفضيلة بل أفضل الأعمال. ولم يثبت كون هذه الكيفيّات الجزئيّة من الواجبات المطلقة مطلقاً حتّى يتمسك بأنّه اذا توقّفت على الهجرة فيجب من باب المقدمة، سيما بملاحظة لأخبار التقية، مضافاً إلى ملاحظة ديدن الشيعة خلفاً عن سلف من عدم مهاجرتهم من بلادهم بذلك وعدم امر أئمّتهم إياهم به، و يؤيده عدم التفات الفقهاء إلى هذه المسألة مع ذكرهم مسائل الهجرة، ولم نقف فيه على شى‌ء إلّا ما نقله المحقّق الثانى عن الشهيد وهو أيضاً مجمل. والظاهر إنّه لا يتفاوت الحال فى ذلك بين ما كان الخروج من بلاد المخالفين لأجل استدراك جميع الشعائر [الإيمانيّة] كما هو ممكن فى بلادنا، أو لاستدراك بعضها سيما والأصل براءة الذمة، ولم يثبت اشتغال الذمّة بأزيد مما يقتضيه العمل بالتقيّة، ولذلك ليس فى كلام بعض الأصحاب التعرّض لاشتراط جواز الاكتفاء بما هو موافق للتقية بصورة الاضطرار، بل اطلقوا العمل به ولم يأمروا بالإعادة، وإن كان الأولى مراعاة ذلك والاكتفاء بما لا مناصّ عنه، ويتعذّر عليه غيره أو يتعسّر». [المصدر السابق نفسه، نفس المعطيات].
#أقول: نقلت الكلام بطوله لكي أسأل وأتمنّى أن أجد إجابة على سؤالي: أين ذكر الميرزا القمّي ما يُسمّى بالشعائر الحسينيّة في باب الجهاد من جامع الشتات ليُستظهر من ذلك إنّها مبنيّة على الضرر؟! وإذا كان القمّي يرى عدم وجوب الهجرة من بلاد الكفر لأجل شعائر الإيمان لأنّها خلاف التقيّة وتوجب العسر والحرج والضرر، فكيف يرى إن ما يُسمّى بالشعائر الحسينيّة [كالتطبير والزنجيل والنطح وقطع اليد…إلخ] غير مبنيّة على العسر والحرج والضرر؟!


تنطلق إجابات المركز من رؤية مقاصدية للدين، لا تجعله طلسماً مطلقاً لا يفهمه أحد من البشرية التي جاء من أجلها، ولا تميّعه بطريقةٍ تتجافى مع مبادئه وأطره وأهدافه... تضع مصادره بين أيديها مستلّةً فهماً عقلانياً ممنهجاً... لتثير بذلك دفائن العقول...