هل تحتاج حيرة أصحاب الصّادق “ع” إلى دليل؟!

#استغرب كثيراً من بعض الأخوة السّادة والمشايخ في حوزاتنا العلميّة حينما أشاهد إصرارهم على تكذيب حيرة عموم شيعة الصّادق وحيرة خُلّص أصحابه بعد رحيله “ع” في تحديد الإمام الّذي يليه، كحيرة زرارة بن أعين ومحمد بن مسلم وهشام بن سالم ومؤمن الطّاق… إلخ، بل وذهاب كبار فقهاء الطّائفة نحو عبد الله وترك موسى الكاظم ع؛ فإنّ إثبات هذه الحيرة لا يتوقّف على رواية أو روايتين أو عشرة لكي يُصار إلى تضعيف أسانيدها أو التّأويل التّعسفي لها من خلال حاكميّة أدلّة ما بعد الوقوع على أذهانهم، بل هي أمر واقع ومعروف ومتداول ومنتشر ويقرّ به جميع علماء الرّجال والدّراية والكلام والتّاريخ ومن كانت له أدنى معرفة في بدهيّات هذه الأمور، ولعلّ نظرة بسيطة إلى كلمات كبار الرّجاليين الشّيعية في وصف كبار أصحاب الصّادق “ع” في تلك المرحلة وما بعدها بانتسابهم إلى المذاهب الفاسدة يُعدّ دليلاً حاسماً على وقوع هذا الأمر، ولا زالت التّصنيفات الرّجاليّة الشّيعيّة قائمة على هذا الأساس، فسواء ضّعفنا هذه الرّواية أو أسقطنا اعتبار تلك فالحيرة ثابتة مئة في المئة، وكما يقال في المثل: «من لا يرى بالغربال فهو أعمى»، هذا إذا كان هناك غربالاً أصلاً.
#تنوير هامّ: أضع بين أيدكم مقطعاً درسيّاً لسماحة الشّيخ هادي آل راضي “حفظه الله” يتحدّث فيه عمّا اصطلحَ عليه بفتنة الوقف بعد حياة الإمام موسى الكاظم “ع” وما قبلها أيضاً، وعن حيرة كبار الأصحاب آنذاك، أضعه لكي أوضّح لجميع المعترضين حقيقة الحال في تلك الأيّام، وإن كنت اختلف معه اختلافاً شديداً في جعل عنوان التّقيّة والظّروف الضّاغطة كتبرير لعدم التّصريح باسم الإمام الّلاحق بعد الإمام السّابق، ولا نتّفق معه أيضاً في جعله الأموال والأهواء الدّنيويّة كتفسير لذهاب بعض الأصحاب إلى هذه القناعات أيضاً، وإنّ الموضوع أعمق من ذلك بكثير كما سنوضح ذلك مفصّلاً، والله المعين والمعاون.


تنطلق إجابات المركز من رؤية مقاصدية للدين، لا تجعله طلسماً مطلقاً لا يفهمه أحد من البشرية التي جاء من أجلها، ولا تميّعه بطريقةٍ تتجافى مع مبادئه وأطره وأهدافه... تضع مصادره بين أيديها مستلّةً فهماً عقلانياً ممنهجاً... لتثير بذلك دفائن العقول...