نورزتمونا!!

#النّوروز عيد تهتمّ به بعض القوميّات المسلمة اهتماماً بالغاً يتجاوز الاهتمام بعيد الفطر والأضحى بعشرات المرّات، وهو أمر طبيعي لا حاجة لإثارة الخلافات فيه؛ ولكلّ قوميّة من القوميّات أعيادها الوطنيّة وعاداتها ولا اعتراض؛ ما دامت لا تتنافى مع روح الإسلام وتبعث على التوادّ والتّراحم والسّعادة بين أبناء الوطن الواحد، لكن ما نودّ تذكير القرّاء به هو إنّ الأحكام الفقهيّة التّي يذكرها عموم الفقهاء في هذا اليوم من الغسل والصّلاة والصّوم… تعتمد على قاعدة التّسامح في أدلّة السُنن عندهم أو ما يشبهها؛ إذ لا توجد لهذه الأحكام رواية تؤكّدها سوى مرسلة المعلّى بن خنيس الّتي ذكرها الشّيخ في هامش مصباح المتهجّد المخطوط، ولم يرد لها ذكر في المطبوع رغم اعتماد محقّقي الكتاب على عدّة نسخ خطّيّة؛ الأمر الّذي يضع علامات استفهام كثيرة على هذه الرّواية.
#كما حار الفقهاء في تحديد يومه أيضاً؛ فذكرت محاولات متعدّدة لذلك وأقوال كثيرة، وروي كونه يوم خروج القائم أيضاً، ورحم الله صاحب الحدائق حينما نصّ بعد استعرض هذه المحاولات والأقوال قائلاً: «ولا يخفى ما فيه على الفطن النبيه؛ فإنّ إثبات الأحكام الشرعيّة بأمثال هذه الوجوه التخريجيّة الوهميّة لا يخلو من مجازفة، سيما مع ما فيها من الاختلال الذي لا يخفى على من خاض بحار الاستدلال، وليس في التعرّض لنقضها كثير فائدة مع ظهور الحال فيما ذكرناه، ولا أعرف لذلك دليلاً شرعيّاً ولا مستنداً مرعياً غير مجرّد اتّفاق النّاس على ذلك». [الحدائق النّاضرة: ج14، ص216].
#ورغم إنّ الأوّل من شهر محرّم الحرام هو مبدأ حساب السّنة عند جميع أهل السُنّة وبقيّة الفرق المسلمة، لكن الشيعة لا يهتموّن بذلك باعتباره شهر مصيبة وقعت فيه حادثة كربلاء، وصار مبدأ الحساب عند الدّولة الصفويّة نوروز حسب الظّاهر كما نصّ على ذلك المجلسي في رسالته الفارسيّة الاختيارات [ص31]. وهذا هو التّفسير المعقول لكتابة ذلك العدد الكبير من الرسائل والبحوث حول نوروز في أيّام الّدولة الصفوية كما ذكر ذلك بعض الباحثين.
#نسأل الله تعالى أن يجعل جميع أيّامكم أعياداً ومسّرات، وأن يعيد عليكم هذا اليوم باليمن والبركة والغفران، إنّه سميع الدّعاء.