نجاة الطّوسي وهلاك مقلّديه!!

10 نوفمبر 2017
1662
ميثاق العسر

#يقولون ولا أدري مدّى صحّة قولهم: إنّ السّاعين وشوا بشيخ الطائفة الإثني عشريّة الطوسي إلى الخليفة العبّاسي حينذاك، وأخبروه بأنّ الطّوسي وأصحابه من الشّيعة الإثني عشريّة يسبّون الصحابة جهاراً نهاراً، وإن كتابه مصباح المتهجّد يشهد بذلك؛ إذ ذكر في دعاء يوم عاشوراء: “الّلهم خصّ أوّل ظالم بالّلعن منّي، وأبدأ به أوّلاً ثمّ الثاني ثمّ الثالث […]


#يقولون ولا أدري مدّى صحّة قولهم: إنّ السّاعين وشوا بشيخ الطائفة الإثني عشريّة الطوسي إلى الخليفة العبّاسي حينذاك، وأخبروه بأنّ الطّوسي وأصحابه من الشّيعة الإثني عشريّة يسبّون الصحابة جهاراً نهاراً، وإن كتابه مصباح المتهجّد يشهد بذلك؛ إذ ذكر في دعاء يوم عاشوراء: “الّلهم خصّ أوّل ظالم بالّلعن منّي، وأبدأ به أوّلاً ثمّ الثاني ثمّ الثالث ثمّ الرابع، الّلهم إلعن يزيد بن معاوية خامساً…”، فدعا الخليفة بالطّوسي والكتاب، فلمّا حضر ووقف على القصّة يقولون إنّ الله الهمه هذا الجواب: #ليس المراد من هذه الفقرات ما ظنته السعاة؛ بل المراد بالأول: قابيل قاتل هابيل، وهو: أوّل من سنّ القتل والظلم، والمراد من الثّاني: قيدار، وهو عاقر ناقة صالح، والمراد من الثّالث: قاتل يحيى بن زكريا؛ حيث قتله لأجل بغيّ من بغايا بني إسرائيل، والمراد من الرّابع: عبد الرّحمن بن ملجم قاتل عليّ بن أبي طالب ع… ولمّا سمع الخليفة بهذا التأويل والبيان من الطّوسي قبل منه ورفع شأنه وانتقم من السّاعي وأهانه [!!] [مجالس المؤمنين المترجم: ج2، ص186؛ الفوائد الرّجاليّة: ج3، ص238].
#وتعليقاً على هذه القصّة الظّريفة والمحبوكة مذهبيّاً أقول: ربّما كانت هذه التأويلات تُقنع السُذّج في تلك الأيّام فيرفعوا شأن الشّيخ وأضرابه من مؤسّسيها وممارسيها، لكنّها اليوم لا تنطلي حتّى على الرُضّع، وسوف يجازون من يلعن قادتهم بالمفخّخات والانتحارّيين والأحزمة النّاسفة، وأنت بالخيار حينذاك: بين أن تختار دينك من خلال محكمات القرآن وصحاح السُنّة وبين أن تختاره من بين أدلّة ما بعد الوقوع والاحترابات الكلاميّة والمذهبيّة، ولله الأمر من قبل ومن بعد.


تنطلق إجابات المركز من رؤية مقاصدية للدين، لا تجعله طلسماً مطلقاً لا يفهمه أحد من البشرية التي جاء من أجلها، ولا تميّعه بطريقةٍ تتجافى مع مبادئه وأطره وأهدافه... تضع مصادره بين أيديها مستلّةً فهماً عقلانياً ممنهجاً... لتثير بذلك دفائن العقول...