#يقولون إنّ أحد علماء النّجف المرحومين كان كلّما ذهب إلى زيارة قبر الحسين بن عليّ “ع” في كربلاء يذهب بعدها إلى زيارة قبر الحرّ بن يزيد الرّياحي؛ فيلثم أعتاب ضريحه ويمرّغ وجهه ببابه ويخاطبه قائلاً: يا حرّ كم كنت فطناً ذكيّاً شاطراً ماهراً في حياتك ولحظة مماتك؛ ففي الدّنيا كنت قائداً وزعيماً كبيراً تتعالى خلفه أصوات خفق النّعال، وفي آخر هذه الدّنيا استطعت أن تغيّر حال آخرتك لتكون من الشّهداء والصّالحين وحسن أولئك رفيقاً … .
#والظّاهر: إنّ بعض السّادة والمشايخ الحوزويّين يريدون أن يجمعوا بين خير الدّنيا وخير الآخرة من خلال اغراقهم في مراعاة موبقة التّوازنات الحوزويّة، وقد نسوا إنّ الحرّ ظاهرة استثنائيّة نادرة التّكرّر، وإنّ توهّم الحصول على خير الآخرة لن يحصل بالسّكوت والصّمت عن تفشّي الجهل والباطل وسلوك طريق المجاملات الحوزويّة الّتي لم تنتج لنا سوى جيل حوزويّ يجعل من عدم التّطابق بين ظاهره وباطنه شعاراً دائميّاً حتّى في طريقة تعامله مع الملفّات العلميّة المذهبيّة، والله من وراء القصد.