من هو الأخطر: المخرّف أم المتنوّر؟!

2 نوفمبر 2016
1489
ميثاق العسر

#ربّما سألت نفسك يوماً هذا السؤال: لماذا لا يقف مراجع الشيعة “المعاصرون” موقفاً سلبيّاً علنيّاً من المغالين والمخرّفين الشيعة، ويستفزّهم المتنوّرون والعقلانيّون الشيعة ويتّخذون مواقف علنيّة منهم في أغلب الأحيان؟! #وجواب ما سألت عنه واضح؛ إذ يعتقد “غالب” المراجع ـ خطأً ـ إن المغالين والمخرّفين الشيعة أمثال فلان وفلان لا يشكّلون خطراً على المذهب وعلى […]


#ربّما سألت نفسك يوماً هذا السؤال: لماذا لا يقف مراجع الشيعة “المعاصرون” موقفاً سلبيّاً علنيّاً من المغالين والمخرّفين الشيعة، ويستفزّهم المتنوّرون والعقلانيّون الشيعة ويتّخذون مواقف علنيّة منهم في أغلب الأحيان؟!
#وجواب ما سألت عنه واضح؛ إذ يعتقد “غالب” المراجع ـ خطأً ـ إن المغالين والمخرّفين الشيعة أمثال فلان وفلان لا يشكّلون خطراً على المذهب وعلى أبنائه، بل هم باقون في دائرة التشيّع مهما غالوا وخرّفوا، وبالتالي فهم يطرحون مفردات تؤصّل إيمان النّاس بحقّانيّة التشيّع ولفظ الاتّجاه الآخر ومن ثمّ فهم إيجابيّون ويمكن السيطرة عليهم، وأمّا المتنوّرون والعقلانيّون فهم يسيرون حثيثاً باتّجاه تشكيك الشيعة بعقائدهم وفقههم وحقّانيّة مذهبهم بصيغته المتداولة، وبالتالي فهم سلبيّون وأقرب للخروج من دائرة المذهب المتداولة والمعروفة ومن ثمّ فلا يمكن السيطرة عليهم!!
#أضف إلى ذلك وهذا من أجلى العوامل: إنّ “غالب” المغالين والمخرّفين الشيعة لا يشكّلون خطورة على نفس مقام الفقاهة والمرجعيّة، بل يدعون النّاس للتمسّك بهذه المقامات ويستشهدون بكلمات أصحابها وقصصهم “الخرافيّة”، أمّا المتنوّرون والعقلانيّون فهم أشدّ من المخالفين خطورة على هذه المقامات “الربّانيّة الرفيعة”، وعليه: فينبغي تحذير النّاس من هؤلاء وترك أولئك يخرّفون ويغالون بما يشاؤون؛ فمقام الفقاهة والمرجعيّة أولى من مقام التوحيد والنبوّة والإمامة، ولو أردت أن تستوثق من هذا الكلام راجع الاستفتاءات المنشورة عن المخرّفين والمتنوّرين للمقارنة بينهما.


تنطلق إجابات المركز من رؤية مقاصدية للدين، لا تجعله طلسماً مطلقاً لا يفهمه أحد من البشرية التي جاء من أجلها، ولا تميّعه بطريقةٍ تتجافى مع مبادئه وأطره وأهدافه... تضع مصادره بين أيديها مستلّةً فهماً عقلانياً ممنهجاً... لتثير بذلك دفائن العقول...