#من المفارقات الّتي تستدعي النّظر والتّأمّل كثيراً أن هشام بن سالم الجّواليقي يرى ـ كما في نقل الكافي صحيحاً ـ إنّ سبب اجتماع النّاس على إمامة عبد الله الأفطح بعد وفاة أبيه الصّادق “ع” هو إنّهم رووا عن أبيه “ع” القول: «إنّ الأمر [أي الإمامة] في الكبير ما لم تكن فيه عاهة» [الكافي: ج1، ص351]… وقد نسي هشام بن سالم الجّواليقي إنّ من روى هذه الرّواية للنّاس ونقلها لهم هو نفسه أو هو أحد رواتها الأساسيّين على أقل تقدير كما نقل ذلك الكليني في كتابه الكافي؛ حيث روى بإسناده الصّحيح عندهم: «عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله [الصّادق] “ع” قال: إنّ الأمر في الكبير ما لم تكن فيه عاهة» [الكافي: ج1، ص285].
#ولست أدري لماذا أصبح هؤلاء النّاس ضلّالاً فسقة منحرفين عن الجّادة في حينها وهم يمتثلون لأمر إمامهم الصّادق “ع” في متابعة ولده الكبير في وقتها والكاظم “ع” لا زال في عمر العشرين ويتقدّمه أخوة أكبر منه أيضاً؟! #كلّ هذه المفارقات وغيرها ممّا تركنا الحديث عنها تستدعي من الباحث التّأمّل كثيراً في تاريخ تلك المرحلة، وضرورة القراءة الفاحصة لسياقات وتوجّهات نفس أولئك الرّواة واهتماماتهم الفكريّة والبحثيّة، والله من وراء القصد.