مغالطات العقل الشّيعي والإمامة الإلهيّة!!

11 أكتوبر 2017
1715
ميثاق العسر

#من المغالطات الكبيرة الّتي لُقّن العقل الشّيعي بها في خصوص الإمامة الشّيعيّة الأثني عشريّة هي مغالطة المقارنة بين ما ثبت قرآنيّاً لبعض الأنبياء من خصوصيّات إعجازيّة وبين ما يسعون لإثباته روائيّاً للأئمّة “ع” من معاجز وكرامات؛ فإذا انتقدت رواية جعلوها مرتكزاً أساسيّاً لإثبات إمام من الأئمّة ببيان: إنّها تحمل جانباً أسطوريّاً لا ينسجم مع محكمات […]


#من المغالطات الكبيرة الّتي لُقّن العقل الشّيعي بها في خصوص الإمامة الشّيعيّة الأثني عشريّة هي مغالطة المقارنة بين ما ثبت قرآنيّاً لبعض الأنبياء من خصوصيّات إعجازيّة وبين ما يسعون لإثباته روائيّاً للأئمّة “ع” من معاجز وكرامات؛ فإذا انتقدت رواية جعلوها مرتكزاً أساسيّاً لإثبات إمام من الأئمّة ببيان: إنّها تحمل جانباً أسطوريّاً لا ينسجم مع محكمات نصوص الأئمّة “ع” وفعالهم وسيرتهم يبادرون فوراً بذكر آيات الأنبياء ومعاجزهم؛ ويقولون لك: وهل يُعقل أن تثبت هذه الأمور للأنبياء ولا تثبت لآل محمد بصيغتهم الأثني عشريّة؛ باعتبار إنّ الرّاكز في وعيهم أفضليّتهم على عموم الأنبياء أو بعضهم على أقل تقدير!!
#والجواب: إنّ هذه المقارنة مغالطة فاضحة لا تصحّ إلّا إذا أثبتنا الأمور التّالية:
#الأوّل: إثبات إنّ الإمامة الشّيعيّة الأثني عشريّة بصيغتها المعروفة والمتداولة هي حقيقة ثابتة أصلاً وسعةً بنفس الدّليل القرآنيّ الّذي أثبت النبوّة للأنبياء وأقام المعاجز لإثباتها أو بدليل ثبتت حجيّته قرآنيّاً في رتبة سابقة وبنفس المواصفات أيضاً.
#الثّاني: إثبات إنّ المعاجز والكرامات المُراد إثبات إمامة أهل البيت “ع” عن طريقها قد ثبتت بنفس الدّليل القرآني أو بدليل ثبتت حجيّته قرآنيّاً في رتبة سابقة.
#الثّالث: إثبات إنّ الإمامة الّتي ثبتت بدليل قرآني مباشر أو غير مباشر قد ثبتت بنفس المستوى من الدّليل لهذا المصداق أو ذلك المصداق الأثني عشري.
#ومن الواضح والبيّن: إنّ إثبات هذه الأمور متعسّر بل متعذّر؛ وذلك:
#أمّا أوّلاً: فلم يثبت بدليل قرآني صريح مباشر ولا بدليل قرآني معتبر غير مباشر مثل هذه الإمامة الشّيعيّة بصيغتها الأثني عشريّة المتداولة وعرضها العريض، بل ربّما يدّعي مدّع العكس.
#وأمّا ثانياً: فلم يثبت بدليل قرآني صريح مباشر ولا بدليل قرآني معتبر غير مباشر صدور هذه المعاجز والكرامات لأشخاص أهل البيت “ع” لأجل إثبات إمامتهم بصيغتها الأثني عشريّة المتداولة وعرضها العريض، بل قد ثبت العكس أيضاً.
#وأمّا ثالثاً: : فلم يثبت بدليل قرآني صريح مباشر ولا بدليل قرآني معتبر غير مباشر تطبيق للإمامة الأثني عشريّة المفروضة على مصاديقها الأثني عشر المعروفين وبشخوصهم، ولو ثبت ذلك لما أحتجنا إلى التّمسّك بالأساطير والخرافات لإثبات إمامتهم.
#والمحصّلة الّتي أتمنّى من الجّميع الالتفات إليها وعدم تكرار الاعتراض بها: لا يمكن الّلجوء للأساطير لإثبات أساطير أخرى، نعم متى ما ثبتت الأمور الثّلاثة الأولى بشروطها وقيودها يصحّ الحديث حينذاك عن دلالة أمثال هذه النّصوص الرّوائيّة لإثبات إمامتهم “ع”… أخلع نظّارتك المذهبيّة وسترى إنّ المشوار طويل، وستتأوّه من قلّة الزّاد وبعد السّفر.
#تنوير هامّ: الحديث ليس في قدرة الله على إجراء المعاجز والكرامات على يد عباده المخلصين ومنهم أهل البيت “ع”، وإنّما في سلوكه عزّ وجلّ طريق المعاجز والكرامات لإثبات إمامتهم بصيغتها الأثني عشريّة للنّاس؛ فالحديث ليس عن نفي الأوّل بل لبيان بطلان الدّليل لإثبات الثّاني فتدبّر.


تنطلق إجابات المركز من رؤية مقاصدية للدين، لا تجعله طلسماً مطلقاً لا يفهمه أحد من البشرية التي جاء من أجلها، ولا تميّعه بطريقةٍ تتجافى مع مبادئه وأطره وأهدافه... تضع مصادره بين أيديها مستلّةً فهماً عقلانياً ممنهجاً... لتثير بذلك دفائن العقول...