11 ديسمبر 2020
488
ميثاق العسر
#من الواضح: أنّ من يقرّر كتابة دستور دينيّ دائميّ لعموم البقاع والأصقاع حتّى نهاية الدّنيا؛ ليكون حجّة يُعاقب ويُثيب ناطقي جميع لغاتها على أساسه، فلا يكتبه بطريقة أقل ما يُمكن أن يُقال في حقّها: إنّ ظاهرها يتنافى تمام التّنافي مع الحقائق العلميّة الطبيّة المسلّمة، فيوقع عموم علماء الإسلام على مرّ التّاريخ في حيرة وحيص بيصٍ […]
#من الواضح: أنّ من يقرّر كتابة دستور دينيّ دائميّ لعموم البقاع والأصقاع حتّى نهاية الدّنيا؛ ليكون حجّة يُعاقب ويُثيب ناطقي جميع لغاتها على أساسه، فلا يكتبه بطريقة أقل ما يُمكن أن يُقال في حقّها: إنّ ظاهرها يتنافى تمام التّنافي مع الحقائق العلميّة الطبيّة المسلّمة، فيوقع عموم علماء الإسلام على مرّ التّاريخ في حيرة وحيص بيصٍ شديدٍ لا نظير له في تفسير بعض نصوصه حتّى أفضى إلى إخصاء الفحول وإلغاء العقول.
#بلى؛ ربّما تكون مثل هذه التّوظيفات مبرّرة في لحظتها الزّمانيّة وطبيعة آفاق مخاطبيها وسعة وضيق إدراكاتهم، وكانت الأهداف والمقاصد الدّينيّة العُليا تسمح بذلك، لكنّ كتابة هذه النّصوص وتحويلها إلى دستور دينيّ دائميّ لعموم بني البشر حتّى نهاية الكون سيؤدّي إلى إسقاط حجيّتها من رأس؛ لأنّ الحجيّة فرع البيان التّام، ولا بيان تامّ في المقام أصلاً، ولهذا قلنا ونقول: لم تكن السّماء جادّة ولا مكترثة ولا مهتمّة بكتابة الظّاهرة القرآنيّة الصّوتيّة بالمُطلق فضلاً عن دستوريّتها الدّينيّة الدّائميّة كما هي، فليُتأمّل كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.
https://www.facebook.com/jamkirann/posts/3382456355209998