#علينا أن نفكّر بشكل جادّ في الحفاظ على المكانة الرّوحيّة والمعنويّة للفقهاء والعلماء المخلصين بعد مرحلة التّشكيك في المهدويّة الإثني عشريّة وعرضها العريض؛ وإنّ من الخطأ بمكان أن نبقى مصرّين على الرّبط الحصريّ لهذه المكانة بهذه المقولة المذهبيّة وامتيازاتها وعناوينها العقائديّة والفقهيّة الكبيرة والكثيرة؛ وذلك لأنّ سقوط دليل هذه المقولة عن الاعتبار ليس أمراً عابراً ينبغي أن يُمرّ عليه مرور الكرام كما يتوهّم بعضٌّ من هنا أو هناك، بل يعني ذلك سقوط وانهيار المذهب الإثني عشريّ بصيغته العقائديّة الّتي أسّست لها روايات ومرويّات وجهود مدرسة قم الأشعريّة ومواليها في أواخر القرن الثّالث الهجري وما بعده.
#ومن هنا تعرف عمق ما قرّرناه فيما سلف من: إنّ الاستقتال في الدّفاع عن بعض المقولات الإثني عشريّة بصيغتها المتداولة يرجع في حقيقة الأمر إلى إنّ المعنّيّين يعرفون تماماً: إنّ هذه المقولات أشبه بقطع الدومينو؛ بمعنى: إنّ سقوط المتقدّمة منها سيُسقط لا محالة بقيّة القطع وما ترتّب ويترتّب عليها من نتائج عقائديّة وفقهيّة ومنبريّة وحوزويّة هائلة أيضاً… ما نتمنّاه عليهم أن يعوا تماماً: إنّ هذه المقولات مهما حكّموا الأسوار والأطواق عليها ومهما أعادوا تنميطها وصياغاتها بأدوات صناعتهم الفقهيّة… سيسقطها الوعيّ الشّيعي القادم لا محالة؛ لأنّها لا تتناغم مع القرآن الّذي يقرؤونه ببساطتهم ولا مع نبيّهم الدّاخليّ وهو العقل، لذا نتمنّى عليهم التّفكير الجدّي بهذه المكانة بمعزل عن رهنها بمقولات مهلهلة لا تمتلك دليلاً محكماً كما هي طبيعة المقولات الدّينيّة الملزمة، والله من وراء القصد.