مرارة محمد الصّدر وألمه!!

#كنت استغرب حينما أشاهد تصريحات وتعليقات وكتابات لبعض رجال الدّين بمسمّيات مختلفة وعمائم كبيرة وصغيرة، وأقول بيني وبين نفسي هل يُعقل أن يكون مثل هؤلاء قد درسوا الحوزة وأتقنوا مقدّماتها بشكل صحيح وسليم؟! لكن حينما سمعت الكلام أدناه من المرحوم الشّهيد محمد الصّدر زال استغرابي وتعجّبي وصرت أفكّر بطريقة واقعيّة عمليّة؛ ففي آخر أيّام حياته عام: “1419هـ” وفي مجلس درسه الفقهي تحديداً أبدى “رحمه الله” تذمّره الشّديد جدّاً من كثرة العطل الحوزويّة، وإنّ طّالب الحوزة بهذه الطّريقة من الدّراسة المتقطّعة سوف يخرج بعد ثلاثين سنة من المكوث فيها نصف جاهل لا نصف فاضل، مع إنّ الهدف الحوزويّ شيء آخر وهو: الحصول على علم معتدّ به في أسرع وقت من أجل نفع النّاس… وهكذا استمرّ ليقول كلمة صادمة حيث قال ما نصّه:
#الحمد لله الحوزة بالشكل الّذي عهدناها يعني بغض النظر إن شاء الله: الله تعالى يوفّقها للتطّور المهم: “لا ورع تعطي ولا تفقّه تعطي، هيج”… وإن كان مو لطيفة: يدخل حيواناً ويخرج حيواناً ويموت حيواناً» [الدروس الفقهيّة المسجّلة لعامّ: “1419هـ”]
#أقول: لا أريد أن أنساق مع التّعبير الأخير القاسي منه “رحمه الله”، لكنّ يبدو إنّ أزمتنا كبيرة جدّاً وعلى جميع المستويات، وما لم نراعي البناء الحوزويّ الصّحيح والمتقن فسوف يزيد الانفلات الجّماهيري أكثر وأكثر بسبب هذا الّلون من رجال الدّين الّذين عبّر عنهم المرحوم الشّهيد محمد الصّدر بنصف جهلة بغض الطّرف عن طبيعة توجّهاتهم الدّينيّة أو السياسيّة أو المرجعيّة، والله من وراء القصد.
#ميثاق_العسر