متّى تحذو المرجعيّة حذو الإمام؟!

2 نوفمبر 2016
1286

يقول زرارة: توفّي طفل لأبي عبد الله الصادق “ع” فأُخرج في تابوتٍ صغيرٍ إلى البقيع، وخرج جدّه أبو جعفر الباقر “ع” وعليه جبّة خزّ صفراء، وعمامة صفراء، ورداء خزّ أصفر، فأقبل يمشي إلى البقيع والنّاس يعزّونه على وفاة حفيده، ولمّا وصل للبقيع: تقدّم وصلّى عليه… وأمر به فدُفن، ثمّ أخذ بيدي – والكلام لزرارة – وتنحّى بي جانباً وقال: يا زرارة ما كان ينبغي الصلاة على الأطفال، بل كان أمير المؤمنين “ع” يأمر بدفنهم فور وفاتهم من دون صلاة، #وإنّما صلّيت عليهم لأجل أهل المدينة؛ كراهيّة أن يقولوا: لا يصلّون – أي آل محمد “ص” – على أطفالهم”. [الكافي، كتاب الجنائز].
#أقول: هل يشكّ عاقل في مقدار ما تخلّفه بعض مفردات ما يُطلق عليه شعائر حسينيّة من صور سوداويّة ودمويّة في ذهن المتلقّي المسلم من بقيّة المذاهب فضلاً عن المؤمن بباقي الديانات السماويّة؟! ألّا تستحقّ كرامة المذهب الشيعي وعزّته ومكانته أن تتأسّى المرجعيّة الشيعيّة العليا بجدّها الباقر “ع” وتعلن موقفها الرافض لعلنيّة هذه الممارسات على أقل تقدير؟! أ لم يكن بمقدور جدّه الباقر “ع” أن يطلب من نجله الصادق “ع” بأن يصلّي على ولده المرحوم من دون أن يخرج بشخصه المبارك ويصلّي عليه؟! كلّ هذا يكشف عن إنّ أئمّة أهل البيت “ع” ما كانوا يتوانون لحظة في تسجيل المواقف الّلازمة في حالة ما إذا رأوا إنّ سمعة آل محمد – والتي هي سمعة الإسلام حقيقة – في خطر، فمتى نشعر بالخطر ونستفيق؟!


تنطلق إجابات المركز من رؤية مقاصدية للدين، لا تجعله طلسماً مطلقاً لا يفهمه أحد من البشرية التي جاء من أجلها، ولا تميّعه بطريقةٍ تتجافى مع مبادئه وأطره وأهدافه... تضع مصادره بين أيديها مستلّةً فهماً عقلانياً ممنهجاً... لتثير بذلك دفائن العقول...