ما أشبه اليوم بالأمس

7 أكتوبر 2016
1823
ميثاق العسر

لم يكن لمرجعيّة المرحوم السيّد محسن الحكيم (1889ـ 1970م) موقفاً إيجابيّاً من التحرّكات الثوريّة للسيّد روح الله الموسوي الخميني (1902ـ 1989م) ضد شاه إيران محمد رضا شاه البهلوي (1919ـ1980م) والذي كانت له اليد الطولى في تثبيت مرجعيّة المرحوم محسن الحكيم؛ حيث كان الأخير يعتقد إن ذهاب البهلوي عن عرش إيران سيفضي إلى تسلّط الشيوعيّين في […]


لم يكن لمرجعيّة المرحوم السيّد محسن الحكيم (1889ـ 1970م) موقفاً إيجابيّاً من التحرّكات الثوريّة للسيّد روح الله الموسوي الخميني (1902ـ 1989م) ضد شاه إيران محمد رضا شاه البهلوي (1919ـ1980م) والذي كانت له اليد الطولى في تثبيت مرجعيّة المرحوم محسن الحكيم؛ حيث كان الأخير يعتقد إن ذهاب البهلوي عن عرش إيران سيفضي إلى تسلّط الشيوعيّين في إيران، وحينما ضغط بعض أنصار السيّد الخميني على السيّد الحكيم بغية أن يستصدروا منه موقفاً إيجابيّاً قال لهم بالحرف الواحد: #أنا عراقيّ، وليس لي علاقة بما يدور في إيران!!! [كتاب: مذكرات السيّد خاتم اليزدي بالفارسيّة، ص94].
#أقول: يبدو إن القلق الداخلي الذي تبرزه المرجعيّة “العليا” حيال [تغيير رئيس الوزراء العراقي الحالي+الإصلاحات] يقترب من القلق الذي كان لدى مرجعيّة المرحوم محسن الحكيم بغض النظر عن سلامة الدواعي التي تكمن وراء ذلك؛ إذ تخشى مرجعيّتنا المعاصرة أن يؤدّي هذا التغيير إلى حرمان الشيعة من هذا المنصب وبالتالي سيطرة البعثيّين على الحكم، وعليه: فمن يريد أن يبدّد هذا القلق من ذهن المرجعيّة فعليه أن يتحرّك بشكل منضبط ومنسجم مع رغباتها وذوقها ومقاصدها، لا أن يُقدم على مواقف وتصرّفات تزيد من إصرارها في التشبّث بشخص رئيس الوزراء رعاية للمحذور المذكور، والله من وراء القصد.


تنطلق إجابات المركز من رؤية مقاصدية للدين، لا تجعله طلسماً مطلقاً لا يفهمه أحد من البشرية التي جاء من أجلها، ولا تميّعه بطريقةٍ تتجافى مع مبادئه وأطره وأهدافه... تضع مصادره بين أيديها مستلّةً فهماً عقلانياً ممنهجاً... لتثير بذلك دفائن العقول...