مؤسّسة السيّد الخوئي في سطور

30 سبتمبر 2016
2993
ميثاق العسر

نظراً لعدم وضوح الرؤية عند عدّة من الأخوة الكرام حول مؤسّسة المرحوم السيّد الخوئي ودورها في تثبيت “شخص المرجع الأعلى” للطائفة الشيعيّة في مطلع تسعينات القرن المنصرم، اضطرني هذا الأمر لذكر بعض النقاط المختصرة والعابرة بغية تبديد هذا الغموض الحاصل لديهم، وهي نقاط سنوثّقها جميعاً في القادم من المنشورات، ومن الله نستمد العون: (1) تأسّست […]


نظراً لعدم وضوح الرؤية عند عدّة من الأخوة الكرام حول مؤسّسة المرحوم السيّد الخوئي ودورها في تثبيت “شخص المرجع الأعلى” للطائفة الشيعيّة في مطلع تسعينات القرن المنصرم، اضطرني هذا الأمر لذكر بعض النقاط المختصرة والعابرة بغية تبديد هذا الغموض الحاصل لديهم، وهي نقاط سنوثّقها جميعاً في القادم من المنشورات، ومن الله نستمد العون:
(1) تأسّست مؤسّسة السيّد الخوئي بالصيغة الماثلة حالياً في الرابع عشر من شهر مارس لعام: (1989م)، أي في السنوات الأخيرة من عمر المرجع الأعلى للطائفة الشيعيّة آنذاك المرحوم السيّد الخوئي، وبرؤوس أموال ضخمة من الحقوق الشرعيّة.
(2) الأمين العامّ لها منذ بداية التأسيس، والمدرج اسمه ضمن النظام الداخلي هو: نجل السيّد الخوئي، المرحوم محمد تقي الخوئي (1958ـ1994).
(3) تنصّ المادّة الخامسة من النظام الداخلي للمؤسّسة على إنّها تعمل تحت اشراف المرجع الأعلى للطائفة الشيعيّة المرحوم السيّد الخوئي، ومن بعده: المرجع “الأعلى” للطائفة المعترف به من قبل أكثر العلماء، بشهادة ما لا يقلّ عن ثلاثة أرباع أعضاء الهيئة المركزيّة للمؤسّسة.
(4) أعضاء الهيئة المركزيّة لمؤسّسة الخوئي في ذلك الوقت بعضهم من طلّاب الحوزة بمستويات متفاوتة وعاديّة جدّاً أيضاً، وبعضهم الآخر ليس بطلّاب علم وإنّما تجّار ولهم اهتمامات دينيّة خاصّة، وهم بمجموعهم: الأمين العامّ محمد تقي الخوئي، ونائبه السيّد مجيد الخوئي، والسيّد فاضل الميلاني، محمد علي الشهرستاني [جميعهم إيرانيّون]، فاضل السهلاني [عراقي]، محمد الموسوي [هندي]، الوجيه الحاج كاظم عبد الحسين [كويتي]، يوسف علي نفسي، محسن علي نجفي [باكستاني]، وهؤلاء هم من يعيّن المرجع الأعلى للطائفة الشيعيّة.
(5) توفي السيّد الخوئي في الثامن من آب لعام: (1992م)، الموافق للثامن من شهر صفر عام: (1413هـ).
(6) بعد ثمانية أيام من وفاة السيّد الخوئي أصدر السيّد علي السيستاني وكالة إلى السيّد محمد تقي الخوئي يخوّله من خلالها استلام الحقوق الشرعيّة باسمه وصرف نصفها على مؤسّسة السيّد الخوئي الخيريّة، ويخوّله أيضاً في تخويل رفاقه في المؤسّسة بهذا التخويل أيضاً، علماً إنّ السيستاني لم يُعترف به مرجع أعلى للطائفة لحد تلك الّلحظة مع وجود مراجع أكبر منه سنّاً كالكلبايكاني والآراكي في مدينة قم، ومع ذلك الوضع الأمني الخطير في العراق والنجف.
(7) بقي أمر المرجعيّة “العليا” مذبذباً فترة ناهزت السنة تقريباً، وحصلت مساعي كثيرة في سبيل مرجعة بعضهم دون نتيجة تُذكر، وهكذا حتّى اجتمعت آراء علية القوم على زعامة المرجع محمد رضا الكلبايكاني الساكن في مدينة قم، على أن يكون مرجعاً أعلى للطائفة، وهو خلاف رغبة مؤسّسة السيّد الخوئي جزماً، والتي سعت جاهدة للحيلولة دون ذلك، من خلال أموالها وأقلامها وإعلامها وغير ذلك أيضاً… .
(8) في السادس والعشرين من محرّم لعام: (1414م) الموافق: السادس عشر من شهر تموّز لعام: (1993م)، وبعد ما يقرب من سنة من وفاة السيّد الخوئي، رضخت الهيئة المركزيّة العليا لمؤسّسة الخوئي برئاسة محمد تقي الخوئي للواقع الحوزويّ المفروض فأرسلت رسالة إلى المرجع الكلبايكاني تطلب منه إضفاء شرعيّة على عمل المؤسّسة والمباركة فيها، والإبقاء على الوضع المالي والإداري للمؤسّسة كما هو النظام الداخلي المُشار إليه في الوقفيّة.
(9) في حدود المراجعة لأعداد مجلّة النور لم أعثر على رسالة جوابيّة من المرجع الكلبايكاني تؤكّد موافقته على ذلك، وربّما لم يوافق الكلبايكاني على الشروط التي وضعوها.
(10) استمرّت جهود مؤسّسة الخوئي الإعلاميّة الرهيبة للتبشير بمرجعيّة السيّد السيستاني؛ وذلك من خلال قنوات الإذاعة الدوليّة [هيئة الإذاعة البريطانيّة+صوت أمريكا+ مونت كارلو]، ومن خلال الصحف والمجلّات، وأبرزها مجلّة النور الصادرة من مؤسّستهم في لندن.
(11) من ضمن الأقلام التي وظّفت نفسها في سياق مشروع الحفاظ على أن تكون مرجعيّة الشيعة في النجف حصراً، أو التبشير لمرجعيّة السيّد السيستاني ومهاجمة غيره، من خلال مقالات متعدّدة في مجلّة النور التابعة لمؤسّسة الخوئي هي: الدكتور ليث كبّة، السيّد عبد المجيد الخوئي، عباس مهاجراني [رئيس تحرير مجلّة الفكر الإسلامي]، المرحوم محمد هادي الأسدي المكنّى بأبي زيد، [رئيس تحرير صحيفة لواء الصدر التابعة للمجلس الأعلى ومنظّرهم أيضاً]، وغيرهم كذلك.
(12) في سياق هذا العمل الدؤوب والمتواصل في تثبيت مرجعيّة السيّد السيستاني “دام ظلّه” نُشر في العدد: (19) من مجلّة النور الّلندنيّة دراسة حول السيرة الذاتيّة للسيّد السيستاني تضمّنت التركيز على اعلميّته والدعوة لتقليده، وإنّه أحد أثنين نالا إجازة اجتهاد خطّية من المرحوم السيّد الخوئي، علماً إن الدراسة كُتبت بقلم أحد طلّابه كما جاء في المجلّة، وهي نفسها التي وضعها موقع السيّد السيستاني الحالي كسيرة ذاتيّة لسماحته بعد إجراء تعديلات عليها، ومن دون أن يشير إلى كاتبها ومصدرها أيضاً، وربّما يكون الكاتب هو: السيّد محمد تقي الخوئي، أو بعض طلّاب السيّد السيستاني الحجازيّين.
(13) في السابع والعشرين من شهر صفر لعام: (1414هـ) الموافق للسادس والعشرين من شهر آب لعام: (1993م) انتقل إلى رحمته تعالى السيّد عبد الأعلى السبزواري.
(14) شاءت الأقدار أن يتوفّى السيّد الكلبايكاني بعد أقل من سنة من الرسالة التي طلبت منه مؤسّسة الخوئي الاشراف على عملها والموافقة على شروطها، وذلك في الثامن من ديسمبر لعام: (1993م)، الموافق: الرابع والعشرين من شهر جمادي الثانية لعامّ: (1414هـ).
(15) بعد شهر ونصف من هذا التاريخ تقريباً أي في الواحد والعشرين من كانون الثاني لعامّ: (1994م)، الموافق للثامن من شهر شعبان من عامّ: (1414هـ) اجتمعت الهيئة العليا لمؤسّسة السيّد الخوئي في لندن لتقرّر إن المرجع الأعلى للطائفة الشيعيّة هو السيّد علي الحسيني السيستاني بشهادة جميع الأعضاء، وترسل له رسالة طلب الموافقة على الاشراف والشرعيّة.
(16) في الخامس من نيسان عامّ: (1994م) الموافق: للثالث والعشرين من شهر شوال عامّ: (1414هـ) وافق السيّد السيستاني على طلب الّلجنة العليا لمؤسّسة الخوئي وشروطها، وأناب عنه لمتابعة ذلك الّلبناني الشيخ محمد مهدي شمس الدين (1936ـ2001م).
(17) في ليلة الجمعة الثاني والعشرين من شهر تموّز لعامّ: (1994م) دُهست سيّارة السيّد محمد تقي الخوئي (36سنة) وبرفقته السيّد أمين الخلخالي (41سنة) في طريق كربلاء النجف، الأمر الذي أودى بحياتهم وحياة الطفل محمد أمين الخلخالي (6سنوات).
(18) أصبح المرحوم مجيد الخوئي أميناً عامّاً للمؤسّسة بعد ذلك حتّى مقتله في العاشر من نيسان عام: (2003م) في النجف الأشرف.
وأخيراً: هناك تفاصيل كثيرة جداً تخلّلتها السنوات الخمس الأولى من تسعينات القرن المنصرم ترتبط بالمرجعيّة العليا ومرشحيها، ولكن حيث لا تتوفّر وثائق تحت أيدينا حالياً لتوثيقها بالطريقة التي عوّدنا عليها متابعينا فسنغضّ الطرف عنها مؤقّتاً.


تنطلق إجابات المركز من رؤية مقاصدية للدين، لا تجعله طلسماً مطلقاً لا يفهمه أحد من البشرية التي جاء من أجلها، ولا تميّعه بطريقةٍ تتجافى مع مبادئه وأطره وأهدافه... تضع مصادره بين أيديها مستلّةً فهماً عقلانياً ممنهجاً... لتثير بذلك دفائن العقول...