لو لم تُغتصبْ الخلافةُ هل سيغيبُ المهدي؟!

3 أكتوبر 2016
1465
ميثاق العسر

لو فرضنا جدلاً: إن أئمةَ أهلِ البيتِ “ع” تسلّموا الخلافةَ السياسيّة بعدَ رسولِ اللهِ “ص” مباشرةً دونَ أيّ عوائقٍ، ولم تحدثْ أيُّ مؤامراتٍ لإقصائهمُ عن حقِّهمُ الإلهيِّ في “الإمامةِ السياسيّةِ” كما هو المعروفُ والشائعُ في الأدبيّاتِ الشيعيّةِ، وهكذا استمرّ الحالُ حتّى وصولِ الخلافةُ إلى الإمامِ الحاديَ عشرَ وهو الحسنُ بن عليّ المُلقّبُ بالعسكريّ (ع) المتوفّى […]


لو فرضنا جدلاً: إن أئمةَ أهلِ البيتِ “ع” تسلّموا الخلافةَ السياسيّة بعدَ رسولِ اللهِ “ص” مباشرةً دونَ أيّ عوائقٍ، ولم تحدثْ أيُّ مؤامراتٍ لإقصائهمُ عن حقِّهمُ الإلهيِّ في “الإمامةِ السياسيّةِ” كما هو المعروفُ والشائعُ في الأدبيّاتِ الشيعيّةِ، وهكذا استمرّ الحالُ حتّى وصولِ الخلافةُ إلى الإمامِ الحاديَ عشرَ وهو الحسنُ بن عليّ المُلقّبُ بالعسكريّ (ع) المتوفّى سنة: (260ق -874م)… مع هذه الفرضيّة: تُرى من سيكونُ الخليفةُ السياسيُّ من بعد هذا الإمام؟!، وهل سيغيبُ نجلهُ الوحيدُ وهو: المهديُّ المنتظرُ، أم ستتغيّرُ الخارطةُ الإلهيّةُ؟!، وهل سيُخطّطُ لسلطةِ الفقهاء في عصر غيبتهِ؟!
المؤسفُ: إنّ الثقافةَ الراكزةَ في الذهنِ الشيعيِّ تبني الخارطةَ الإلهيّةَ لمستقبلِ البشريّةِ الدينيِّ على أساسِ بوصلةِ “الخلافةِ السياسيّةِ”، وكأنَّ فكرةَ المهدويّةِ برمّتها وبصياغتِها الشيعيّةِ المتداولةِ انبثقتْ إلهيّاً بعدَ وفاةِ الرسولِ (ص) واغتصابِ هذه الخلافةِ، ولولا هذا الاغتصابُ وتداعياتهُ لما كان هناك مهديٌ أصلاً، الأمر الذي يُعطي لفكرة المهدويّة بُعداً طائفيّاً ضيّقاً، ويشحذُ ذهنَّ الفردِ الشيعيِّ بمفاهيم العداءِ والبغضِ للطرفِ الآخر بجريرةِ سقيفةِ أجدادهِ، ويسهمُ نبّاشو القبور في إذكاءِها يومياً، وهو أمرٌ يطرحُ مجموعةً من التساؤلاتِ الكلاميّةِ المُقلقةِ التي لم تجدْ إجابة حتّى الآن… لذا أتمنّى من المعنيينَ في شأنِ هذه الثقافةِ أن يفكّروا في نتائجِها السلبيّةِ قبلَ فواتِ الأوانِ.


تنطلق إجابات المركز من رؤية مقاصدية للدين، لا تجعله طلسماً مطلقاً لا يفهمه أحد من البشرية التي جاء من أجلها، ولا تميّعه بطريقةٍ تتجافى مع مبادئه وأطره وأهدافه... تضع مصادره بين أيديها مستلّةً فهماً عقلانياً ممنهجاً... لتثير بذلك دفائن العقول...