لماذا لم يطالب الرسول والأئمّة المتقدّمون “ص” بالخمس؟!

3 يناير 2017
1317
ميثاق العسر

#حينما تسأل السيّد السيستاني: هل ثبت عندكم بدليل إن عليّاً والحسن والحسين والسجّاد “ع” قد طلبوا الأخماس من شيعتهم؟! سيجيبك بوضوح: بأنّه «لم يرد دليل على أخذ الأخماس من الشيعة بالنسبة إلى أمير المؤمنين “ع” والأئمّة “ع” من بعده حتّى زمان الباقر “ع”». [الاجتهاد والتقليد، تقريراً لأبحاثه: ص126]. #وحينما تخرج من عنده وتذهب نحو مجاوره […]


#حينما تسأل السيّد السيستاني: هل ثبت عندكم بدليل إن عليّاً والحسن والحسين والسجّاد “ع” قد طلبوا الأخماس من شيعتهم؟! سيجيبك بوضوح: بأنّه «لم يرد دليل على أخذ الأخماس من الشيعة بالنسبة إلى أمير المؤمنين “ع” والأئمّة “ع” من بعده حتّى زمان الباقر “ع”». [الاجتهاد والتقليد، تقريراً لأبحاثه: ص126].
#وحينما تخرج من عنده وتذهب نحو مجاوره السيّد محمد سعيد الحكيم وتسأله عن الحكمة التي تقف وراء عدم ظهور وشيوع خمس أرباح المكاسب في صدر الإسلام وعدم مبادرة النبيّ الأكرم “ص” لأخذه من النّاس؟! يجيبك قائلاً: «ربما كانت الحكمة في ذلك أن قيام النبي “ص” به وظهور ذلك عنه يستلزم قيام أئمة الجور به من بعده [!!]، وضياعه [أي خمس الأرباح] على أهله، كما ضاع عليهم خمس الغنائم وغيره من حقوقهم، وضاع على الدين والأمّة كثير من مواردها المالية المهمّة كالخراج والزكاة، فتركه “ص” رأفة بهم؛ ليُحفظ لهم بعد أن تستقرّ دعوتهم وتتضح معالمها وركائزها على أيدي أئمتهم “صلوات الله عليهم”… وقد جرى الأمر على ذلك، وكان لهذا الحقّ أكبر الأثر في حفظ الدعوة في عصر الأئمة “ع”، وفي سدّ عوز المؤمنين وإعانتهم على ترويج الدين الحنيف والدعوة إليه وتشييد معالمه والحفاظ عليه». [مصباح المنهاج، الخمس: ص173].
#لكنّك خرجت من عندهم وفي ذهنك تساؤلات تبحث عمّن يجيب عنها:
1ـ إذا كان الرسول “ص” قد تمكّن بإخفاء الخمس الشيعي أن يحفظ هذا الحقّ المالي لأهل بيته “ع” وذراريه ـ كما يقول السيّد سعيد الحكيم وغيره أيضاً ـ فلماذا لم يمارس التدابير الّلازمة للحفاظ عمليّاً على ما هو أولى بالحفظ كحقّ الخلافة لهم ويعمل القدرات الربّانيّة في سبيل عدم انزواء هذا الحقّ عن أهله؟!
2ـ لماذا لم يخف “ص” ـ بل والقرآن أيضاً ـ أحكاماً كثيرة وظّفها أئمّة الجور في سبيل قمع أهل بيته وذراريهم ومن أجل تشييد خلافتهم وإبراز سطوتهم أيضاً، ولماذا اقتصر على هذا الحكم الذي يعلم بأنّه سيكون ملكاً عضوضاً في عصر الغيبة سيتقاتل في سبيل المتقاتلون؟!
#كلّ هذا وغيره أيضاً يكشف عن إنّ هذا الّلون من الخمس الشيعي إنّما طالب به الأئمّة المتوسّطون والمتأخّرون “ع” نظراً لظروف خاصّة مرّت بهم دون أن يكون داخلاً في الخمس القرآني المختصّ بالغنيمة الحربيّة نقول ذلك بعيداً عن هذه الحكمة الاستحسانيّة التي طرحها السيّد محمد سعيد الحكيم وغيره أيضاً، وبالتّالي: سيكون إلزام الشيعة بدفعه في عصر الغيبة بحاجة إلى دليل، فإن تمّ الدليل عند الفقيه على ذلك فطوبى له ولمقلّديه وحُسن مآب، وإن لم يتمّ الدّليل فلا مُلزم لمطالبة الشيعة بدفعه في عصر الغيبة أصلاً، وعلى الفقيه أن يبذل العناية في تفعيل فريضة الزكاة القرآنيّة بعرضها العريض، وبذلك نتجاوز المآسي الحاصلة في طريقة صرف الخمس المتداولة، والله من وراء القصد.


تنطلق إجابات المركز من رؤية مقاصدية للدين، لا تجعله طلسماً مطلقاً لا يفهمه أحد من البشرية التي جاء من أجلها، ولا تميّعه بطريقةٍ تتجافى مع مبادئه وأطره وأهدافه... تضع مصادره بين أيديها مستلّةً فهماً عقلانياً ممنهجاً... لتثير بذلك دفائن العقول...