#حرص ابن قولويه في كتابه الشّهير “كامل الزّيارات” والمؤلَّف في القرن الرّابع الهجري على أن يذكر كلّ شاردة وواردة ترتبط بفضل زيارة الحسين “ع” والحثّ الصّريح نحوها، بل ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك فتحدّث حتّى عن جزع البومة وعلّة تغيير ساعات نومها واهتماماتها من الّليل إلى النّهار وعن حقيقة هدير الحمام الرّاعبيّة أيضاً؛ […]
#حرص ابن قولويه في كتابه الشّهير “كامل الزّيارات” والمؤلَّف في القرن الرّابع الهجري على أن يذكر كلّ شاردة وواردة ترتبط بفضل زيارة الحسين “ع” والحثّ الصّريح نحوها، بل ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك فتحدّث حتّى عن جزع البومة وعلّة تغيير ساعات نومها واهتماماتها من الّليل إلى النّهار وعن حقيقة هدير الحمام الرّاعبيّة أيضاً؛ فربط جميع ذلك بقتل الحسين “ع” ولعن أعدائه، لكن الغريب والّلافت إنّه لم يذكر ولا رواية واحدة تتحدّث عن ثواب زيارة الأربعين بخصوصها وأتمنّى التّركيز على قيد بخصوصها، بينما ذكر روايات في ثواب زيارة الحسين “ع” في يوم عرفة وعاشوراء والنّصف من شعبان ورجب وبعض الأيّام الأخرى… #تُرى هل كان ابن قولويه يهدف إلى تسقيط المذهب والنّيل منه وهو الّذي ملأ كتابه بالغلو والأساطير ـ بقصد أو من دون قصد ـ في سبيل ذلك، أم إنّه لم يلحظ السّائرين في وقته إلى زيارة الحسين “ع” في خصوص هذه المناسبة لعدم وجودهم أصلاً فضلاً عن وجود رواية في هذا الخصوص؟!
#نعم؛ زيارة الحسين “ع” محبّبة في النّصوص الرّوائيّة الثّابتة عندهم سنداً وفهماً في كلّ وقت وحين، لكن دعوى ثبوت استحباب خاصّ لها في يوم العشرين من صفر على غرار ثبوت ذلك في يوم عرفة وعاشوراء والنّصف من شعبان… هي دعوى لا تستند إلى دليل غير قصّة التّسامح في أدلّة السُنن المتأخّرة والّتي هي غير ثّابتة عند مشهور الفقهاء المعاصرين فتأمّل إن كنت من أهله.