لماذا الاصرار على مرجعيّة خُلّص الأصحاب؟!

#يتساءل كثير من الأصدقاء والمتابعين عن سبب دعوتنا إلى اعتماد فهم ممثّلي الاتّجاه الرّسمي لأصحاب الأئمّة المتقدّمين والمتوسّطين “ع” كمرجعيّة في فهم أصل إمامة أهل البيت “ع” وفهم مقاماتهم ودوائر اهتماماتهم أيضاً، ويعترضون على ما نقول ببيان: إنّ أولئك رواة لهم اجتهاداتهم ونحن المتأخّرون لنا اجتهاداتنا، وما غاب عنهم لم يغب عنّا، وبالتّالي: فالعلم يتطّور وينمو ويتكامل، فلماذا نحبّس أنفسنا بفهمهم في هذا الخصوص؟!
#وفي مقام إجابة هذا الاعتراض أقول: لو كانت الإمامة وعصمة أصحابها ومقاماتهم ودوائر اهتماماتهم اكتشافاً علميّاً كالبنسلين أو الكهرباء فالحقّ مع أصحاب هذا الاعتراض؛ وذلك لأنّ البشريّة نظراً لضعف إمكانيّاتها العلميّة ومحدوديّتها لم تكتشف بعض النّظريّات العلميّة والإنسانيّة في الأزمنة الغابرة، وبمرور الزّمن تطوّر الأمر وتقشّعت لها بعض الحقائق من هنا وهناك، فكان ما كان وحدث ما حدث، لكنّ الإمامة بعرضها العريض ليست من هذا القبيل؛ إذ هي قضيّة عقديّة ترتبط بإيمان الشّخص القلبي وانعكاساته على حركاته اليوميّة وممارساته وما تتطلّبه من مواقف فقهيّة وغيرها أيضاً، وبالتّالي فليس من المعقول أن يُحجم المعنيّون بهذه القضيّة عن كشف جوهرها وتفاصيلها وأطرها وأساساتها واسماء شخوصها ـ بالصّيغة الشّيعيّة المتداولة حالياً ـ لخُلّص الأصحاب الملتصقين بهم رغم كونهم الطّريق الحصريّ الرّسمي لنقل رواياتهم ومرويّاتهم وعليهم العمدة في كشف توجّهاتهم ويكتشفه الّلاحقون لهم بقدرة قادر، وعليه: فما اكتشفه المتأخّرون من مرويّات ونسجوه من بيانات هو من قبيل نحت الأدلّة بعد الوقوع.
#أمّا سبب اعتمادنا على فهم أصحاب الأئمّة المتقدّمين والمتوسّطين “ع” دون غيرهم فسببه إنّ المذهب الشّيعي قد طُرحت جميع أساساته في تلك المرحلة وخصوصاً مرحلة الصّادقين “ع”، وبالتّالي فكثرة الاتّجاهات والمذاهب بعد تلك المرحلة تمنعنا من الاعتماد على المرويّات الّلاحقة في هذا الخصوص لعدم موضوعيّتها، وسنعمّق اتّجاهنا أكثر وأكثر في القادم من المقالات إن شاء الله تعالى.


تنطلق إجابات المركز من رؤية مقاصدية للدين، لا تجعله طلسماً مطلقاً لا يفهمه أحد من البشرية التي جاء من أجلها، ولا تميّعه بطريقةٍ تتجافى مع مبادئه وأطره وأهدافه... تضع مصادره بين أيديها مستلّةً فهماً عقلانياً ممنهجاً... لتثير بذلك دفائن العقول...