كان “ص” يحبّ لحم الذّراع فماذا تحبّ أنت؟!

#عقد المرحوم الكليني في كتابه الكافي باباً حمل عنوان: “باب فضل الّلحم” وأردفه بأبواب مشابهة؛ كما جمع المجلسي معظم النّصوص الدّالة على فضل الّلحم في كتابه البحار ووضعها تحت باب أطلق عليه عنوان: «باب فضل الّلحم والشّحم وذمّ من ترك الّلحم أربعين يوماً وأنواع اللحم‏» وقد ادرج تحته ثلاثاً وسبعين رواية. ولكي لا نستغرق في العموميّات تعالوا معي لنقرأ نصّاً ورد في أكثر من رواية يقرّر: إنّ رسول الله “ص” كان لَحِماً يحبّ الّلحم، وجاء في نص آخر أرسله الصّادق “ع” عن جدّه محمد “ص” قوله: “إنّا معاشر قريش قوم لحمون”، كما نقل الصّادق “ع” إنّ والده الباقر “ع” حينما مات كان في كمّ أمّ ولده ثلاثون ديناراً للحم وكان رجلاً لحماً [الكافي: ج6، 308].
#أقول: حينما تُعطي مثل هذه النّصوص الرّوائيّة إلى الفقيه يستنبط منها فوراً حكماً شرعيّاً بعد إجراء مناورة أصوليّة معروفة في الاستظهار والتّرجيح يقرّر: يستحبّ أكل الّلحم أو لحم الذّراع؛ لأنّه يرى: إنّ عموم أقوال الرّسول والإمام وأفعالهم وأقاريرهم حجّة ينبغي أخذها بعين الاعتبار في استنباط الأحكام الشّرعيّة، أمّا أنا فاعتقد إنّ مسألة أكل الّلحم أو لحم الذّراع مسألة شخصيّة راجعة إلى مزاجه “ص”؛ وليس لها علاقة بالحكم الشّرعي المطلوب من الله لا من قريب ولا من بعيد، دعوا النّاس تأكل ما تريد حلالاً طيّباً؛ فهذا يحبّ الكتف وذاك يحبّ الفخذ وهذا يحبّ “المعلاك” وغيره يحبّ “الثّريد” ما دامت داخلة في عموم كلوا من طيّبات ما زرقناكم…، #وفي عقيدتي: إنّنا بحاجة ماسّة إلى إعادة فهم دوائر الحجيّة في كلام الرّسول والإمام “ع” فضلاً عن أفعالهم وأقاريرهم؛ حيث إنّ بعضها يحمل مساراً شخصيّاً واضحاً يتعلّق بالمزاج وأضرابه ولا يكشف عن رؤية دينيّة، وما لم نعي معنى الدّين ومعنى الشّريعة سنقع في مثل هذه المطبّات على طول طريق الاجتهاديّ، فتأمّل!!