قساوة العسكري غير المبرّرة مع شريعتي!!

20 نوفمبر 2016
2162
ميثاق العسر

أ تذكرون ذلك الاستفتاء الذي كتبه المرحوم الميرزا جواد التبريزي “1926ـ2006م” ضدّ المرحوم السيّد مرتضى العسكري “1914ـ2007م”، والذي طالبه بالاستغفار حينما أنكر الأخير بحقٍّ حديث الكساء بصيغته المتداولة؟! وهل تذكرون كيف نعينا هذه الطريقة في التعامل مع الملّفات العلميّة المثيرة للجدل وحاولنا جاهدين أن نُحسن الظنّ بطيبة المرحوم التبريزي في التعامل مع هذه الملّفات والقينا […]


أ تذكرون ذلك الاستفتاء الذي كتبه المرحوم الميرزا جواد التبريزي “1926ـ2006م” ضدّ المرحوم السيّد مرتضى العسكري “1914ـ2007م”، والذي طالبه بالاستغفار حينما أنكر الأخير بحقٍّ حديث الكساء بصيغته المتداولة؟! وهل تذكرون كيف نعينا هذه الطريقة في التعامل مع الملّفات العلميّة المثيرة للجدل وحاولنا جاهدين أن نُحسن الظنّ بطيبة المرحوم التبريزي في التعامل مع هذه الملّفات والقينا الّلوم على عناصر البلاط المرجعي المحيطة به؟!
#دعوني أنقل لكم اليوم مشهداً آخر يعود بنا إلى سبعينات القرن المنصرم؛ حيث الموقف الافراطيّ الشديد جدّاً والقاسي للمرحوم مرتضى العسكري من المرحوم الدكتور علي شريعتي “1933ـ1977م” المفكّر الإيراني المعروف، والذي وصفه العسكري بأبشع الأوصاف من قبيل: الفاسق؛ الكافر؛ وأكبر عدوّ للدّين وأهله…!! لا أريد الدخول في التفاصيل والخلفيّات التي تقف وراء تلك المواقف الشديدة من شريعتي، لكنّي أريد أن أضع بين يدي القارئ الشيعي الشابّ بعض تجليّات مأساتنا الشيعيّة التي لا زلنا ندفع ثمنها حتّى الّلحظة؛ فالعسكري بالأمس يكفّر شريعتي وها هو اليوم يؤمن ببعض مقولاته ويفسّقه الآخرون على أساسها، وهكذا تستمرّ الحياة.
#المعروف: إن المرحوم علي شريعتي توفّي في العاصمة البريطانيّة لندن عام: 1977م”، ونُقل بعد ذلك إلى العاصمة السوريّة دمشق وأقام الصلاة عليه السيّد موسى الصدر “فرّج الله عنه أو رحمه” ليُدفن هناك، وبعد ذلك أقام له احتفالاً كبيراً أيضاً بغض النظر عن دواعي ذلك… ولكن ما هو موقف المرحوم مرتضى العسكري من ذلك؟!
#سأضع بين أيديكم نصّ الرسالة التي بعثها العسكري إلى المرحوم محمد مهدي شمس الدّين “1936ـ2001م” حول هذا الموضوع، وأترك التعليق على مضامينها إلى القارئ:
#جاء في الرسالة: «فضيلة الحجّة الشيخ محمد مهدي شمس الدّين المبجّل، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: توالت عليّ اعتراضات… وشكاوى واستفسار كتباً وشفاهاً ومخابرةً عن [احتفاء] السيّد موسى الصدر في موت علي شريعتي #الكافر بخاتميّة الرسل #والمحرّف لشريعته، وإنّه أخيراً أقام باسمه واسم مجلسه مهرجاناً تأبينيّاً كبيراً له ـ ومن قبل أيّام أقام الفاتحة على روح آخرين ـ وليته كان قد كرّم #أكبر_فاسق على وجه الأرض ولم يكرّم #أكبر_عدوّ_للدّين وأهله؛ فإنّ عمله هذا تأييد منه لتحريف الإسلام وتوسعة نطاق الاضلال ولست أدري ماذا أعدّ للجواب يوم القيامة، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون… مرتضى العسكري… الثلاثاء الثامن عشر من رمضان 1397هـ ق».


تنطلق إجابات المركز من رؤية مقاصدية للدين، لا تجعله طلسماً مطلقاً لا يفهمه أحد من البشرية التي جاء من أجلها، ولا تميّعه بطريقةٍ تتجافى مع مبادئه وأطره وأهدافه... تضع مصادره بين أيديها مستلّةً فهماً عقلانياً ممنهجاً... لتثير بذلك دفائن العقول...