في سراديب حوزة النجف قَدَرُنا!!

13 أكتوبر 2016
1600

يطالعنا الفقيه الكبير المرحوم الشيخ حسين علي المنتظري (1922 ـ2009م) بنصّ صادم يحمل مفارقة لافتة للنظر، مفارقة تحكي لنا السبب الذي أدّى بفقهاء الطائفة ومراجعها في حوزة النجف إلى الاهتمام بالأمور الجزئيّة وعدم الاهتمام بكيان الإسلام ومقدّرات المسلمين وضرورة حفظ نظامهم… سأترك المجال له ليحدّثنا عن ذلك حيث قال:
#وكيف يهتمّ العلماء الأعلام بالأمور الجزئية ويعدّونها من الأمور الحسبيّة التي لا يرضى الشارع بتركها، كحفظ مال الصغير أو الغائب مثلاً، ولا يهتمّون بكيان الإسلام ومقدرات المسلمين وشؤونهم وحفظ نظامهم وقدرتهم وطاقاتهم، ويعدّون التصدّي لها مخالفاً للاحتياط؟! فيحوّلونها ويفوّضون أمرها إلى من لا علم له بالإسلام، ولا التزام له به، و لا تقوى لديه. نعم، الظاهر عدم كون ذلك عن تقصير منهم في بادئ الأمر؛ إذ إنّ كونهم #مسجونين في زوايا المدارس وسراديبها، ومبعّدين عن محيط السياسة في قرون متمادية أوجب يأسهم من عودة الحكم إليهم، وأوجب عدم توجههم إلى مقدماتها ولوازمها، وبمرور الزمان غفلوا واستغفلتهم دسائس الاستعمار أيضاً…” [دراسات في ولاية الفقيه: ج1، ص242].
#أقول: ورغم تحفّظي على بعض فقرات النصّ أعلاه لكنّه يكشف بصدق عن السبب “الأساس” الذي أدّى بفقهاء حوزة النجف إلى ترك الاهتمام بأمور المسلمين “الكبيرة”؛ ليتحوّل ذلك إلى صمت سايكلوجي عند بعضهم، وإخفاق تربويّ عند بعضهم، وتقديم النصائح الخجولة من قبل بعضهم الآخر.


تنطلق إجابات المركز من رؤية مقاصدية للدين، لا تجعله طلسماً مطلقاً لا يفهمه أحد من البشرية التي جاء من أجلها، ولا تميّعه بطريقةٍ تتجافى مع مبادئه وأطره وأهدافه... تضع مصادره بين أيديها مستلّةً فهماً عقلانياً ممنهجاً... لتثير بذلك دفائن العقول...