#توافق الشّيعة الإثنا عشريّة ـ من أيّام الدّولة البويهيّة في القرن الرّابع الهجري وما بعده ـ على الاحتفال بيوم التّاسع من شهر ربيع الأوّل وعدّوه يوم فرحٍ وسرورٍ باعتباره اليوم الّذي طُعن فيه الخليفة الثّاني عمر بن الخطّاب رغم إنّ كتب التّاريخ والسّير تؤكّد طعنه ووفاته في العشرة الأخيرة من ذي الحجّة، ولم يقتصر الأمر […]
#توافق الشّيعة الإثنا عشريّة ـ من أيّام الدّولة البويهيّة في القرن الرّابع الهجري وما بعده ـ على الاحتفال بيوم التّاسع من شهر ربيع الأوّل وعدّوه يوم فرحٍ وسرورٍ باعتباره اليوم الّذي طُعن فيه الخليفة الثّاني عمر بن الخطّاب رغم إنّ كتب التّاريخ والسّير تؤكّد طعنه ووفاته في العشرة الأخيرة من ذي الحجّة، ولم يقتصر الأمر على هذا الحدّ بل رتّب فقهاؤهم ـ على طريقتهم التّساهليّة في أمثال هذه المواطن ـ استحباب الغسل في هذا اليوم أيضاً، ونحت محدّثوهم المتأخّرون روايات عن العسكري “ع” لتصحيح ذلك، وهكذا حتّى أصبح الاحتفال في هذا اليوم أمراً راكزاً بين الإماميّة الإثني عشريّة، ونُسجت له تقيّةً أسباب أخرى من قبيل تتويج المهدي “ع” وما شابه ذلك من قصص أخرى لا علاقة لها بما يدّعونه من فرحة الزّهراء المدّعاة.
#وفي الحقيقة: إنّ فرحة الزّهراء “ع” الحقيقيّة تتلخّص في: ابتعاد شيعتها عن الأساطير والخرافات المنسوبة إليها زوراً ، وتكوين صورة حقيقيّة عنها “ع” بعيداً عن صورتها النّمطيّة الّتي ساهم القصّاصون والطّائفيون في رسمها. نعم؛ لا شكّ في إنّ التّعويض النّفسي أحد أهمّ الأسباب الرّئيسيّة في ولادة أمثال هذه الظّواهر في العصر البويهي وما يليه وحتّى اليوم؛ باعتبار إنّ الإماميّة الإثني عشريّة يعتقدون ـ وليس لي علاقة بحقّانيّة اعتقادهم وعدمها فعلاً ـ إنّ مركز البلاء الّذي حلّ بهم وسبّب قتلهم وتشريدهم وغيبة إمامهم هو عمر بن الخطّاب، ومن الطّبيعي أن ينفّسوا عن أنفسهم بالاحتفال في يوم طعنه ويرتّبوا ما رتّبوه عليه من أفعال، لكنّهم نسوا إنّ: الخليفة الثّاني يقدّسه أكثر من مليار مسلم في العالم؛ وإنّ المتضرّر الوحيد في مثل هكذا ممارسات هم دون غيرهم؛ فهم يتقرّبون إلى الله بذلك حسب فهمهم والأخرون يتقرّبون إلى الله بنحرهم كذلك أيضاً، ومن الله نرجو الوعي والفهم للطّائفيّين؛ فهو مولانا وإليه المصير.