تصوّر لو كنت جالساً إلى جنب إمام الموحّدين وأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب “ع” وهو يتبتّل بدعاء الخضر المعروف بدعاء كميل، ويناجي ربّه بعبوديّة وخشوع وتذلّل ودموع، وبعد انتهاء الدعاء وضعت يدك على الأرض ونهضت وصحت يا علي كما هو المتعارف عندنا نحن الشيعة، فما هي ردّة فعل إمام الموحّدين حينئذٍ، هل سيبتسم ضاحكاً […]
تصوّر لو كنت جالساً إلى جنب إمام الموحّدين وأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب “ع” وهو يتبتّل بدعاء الخضر المعروف بدعاء كميل، ويناجي ربّه بعبوديّة وخشوع وتذلّل ودموع، وبعد انتهاء الدعاء وضعت يدك على الأرض ونهضت وصحت يا علي كما هو المتعارف عندنا نحن الشيعة، فما هي ردّة فعل إمام الموحّدين حينئذٍ، هل سيبتسم ضاحكاً ويربّت على كتفك أم سيمرّغ أنفك في التراب ويطلب من قنبر تأجيج النّار لتأديبك؟! وهل ستدعوه ـ لتبرير موقفك ـ إلى قراءة كتب التوسّل والشفاعة الشيعيّة لمعرفة الوجوه الفنّية التي تُذكر في سبيل حلّ إشكاليّة التوسّل والتوحيد؟!
#أقول: إذا ما أردنا أن نقنع الآخر السنّي بمعتقداتنا فلا بدّ أن نفكّر بهذه الطريقة؛ لأنّ الآخر يقيس مواقفنا وتصرّفاتنا وأفعالنا إلى توحيد عليّ وتوحيد أولاده، وحينما يرى البون الشاسع بينهما فعلينا أن لا نتوقّع منهم إنصافنا وتنزيهنا؛ فلنجعل عليّاً “ع” هو المقياس لعقائدنا لا كما نصوّره في أذهاننا وعواطفنا.