لا يحتاج الباحث الموضوعي المحايد وهو يقرأ سيرة عليّ بن أبي طالب منذ لحظة إسلامه وحتّى آخر حياته إلى عبقريّة خاصّة وعناية فائقة في اكتشاف كونه ابن زمانه وعصره وبيئته ومحيطه الّذي ولد ونشأ وترعرع فيه، لكن حيث إنّه كعنوان مذهبي عميق محاط بأسوار من القداسة والعاطفة العالية والمستحكمة في الأذهان استحكام الفولاذ، فمن الطّبيعي […]
لا يحتاج الباحث الموضوعي المحايد وهو يقرأ سيرة عليّ بن أبي طالب منذ لحظة إسلامه وحتّى آخر حياته إلى عبقريّة خاصّة وعناية فائقة في اكتشاف كونه ابن زمانه وعصره وبيئته ومحيطه الّذي ولد ونشأ وترعرع فيه، لكن حيث إنّه كعنوان مذهبي عميق محاط بأسوار من القداسة والعاطفة العالية والمستحكمة في الأذهان استحكام الفولاذ، فمن الطّبيعي ألّا يجرؤ باحث على تسلّقها ورؤية الحقيقة وإخبار المتجمهرين بذلك؛ إذ لن يسمع حينها غير السّباب والشّتم والتّكذيب والّلعن والدّعاء بالويل والثّبور وتمنّي حسن العاقبة، لكنّه سيزرع في بعضهم فضول اكتشاف الحقيقة وسيتسلّقون الأسوار في يوم ما لا سيّما إذا رأوا الواقع مصوّراً وموثّقاً، فليُتأمّل كثيراً كثيراً، والله من وراء القصد.