عليكم بالأحداث!!

#لم تكن البصرة في أيّام الأئمّة “ع” ميّالة لولائهم ومحبّتهم “ع”، بل كانت عثمانيّة الهوى كما يقولون، وذات يوم قدم مؤمن الطّاق من البصرة فوجّه له الإمام الصّادق “ع” هذا السّؤال: «كيف رأيت مسارعة النّاس إلى هذا الأمر ودخولهم فيه؟» فأجابه مؤمن الطّاق: «والله إنّهم لقليل…»… وهنا نصّ الإمام قائلاً له: «عليك بالأحداث؛ فإنّهم أسرع إلى كلّ خير…». [صحيح الكافي: ج6، ص358].
#أقول:حينما ألاحظ بعض الصّور الّتي يضعها بعض الأخوة الكرام عن مجالسهم في المحافظات العراقيّة الجّنوبيّة وربّما غيرها أيضاً ألاحظ انعدام عناصر الشّباب فيها تقريباً، ومرجع هذا الأمر في تصوّري يعود إلى أمور ومن أهمّها:
1ـ إنّ الذّائقة الشبابيّة تغيّرت بشكل كامل بحيث أضحت لا تتذوّق الخطاب المنبري المكرّر الّذي يعيد نفسه وبنفس الصيّاغة والرتابة في كلّ سنة وعام، ليس لقصور الخطيب ربّما، ولكنّ السياقات الشّيعيّة الحوزويّة العامّة تمنع الخطيب من ذكر غيره في مساجدها وحسينيّاتها ومراكزها، ولا مناصّ للخطيب الرّاتب من الامتثال .
2ـ إنّ شبكات التّواصل الاجتماعي وحريّة النّشر والتّعبير المكفولة فيها استهوت هذه الفئة العمريّة، ويمكن لها أن تجد ضّالتها وما ينسجم مع تطلّعاتها وعقلانيّتها فيها، وبالتّالي فلا تجد حاجة لإتعاب نفسها بحضور مجالس لا جدوى فيها بالنّسبة لها، ويتمّ التّحشيد لها تحت عنوان: “تكثير السّواد”.
#من هنا أتمنّى على جميع المشايخ والسّادة الخطباء أن يمارسوا دورهم في الوعظ والإرشاد لهذه الفئة العمريّة لا من خلال المساجد والحسينيّات والمراكز الّتي يحاضرون فيها والمملوءة بالخطوط الحمراء، بل من خلال صفحات التّواصل المجّانيّة الّتي قيّضها الله لهم دون مقابل، لكن ببيانات تتّسم بالوضوح والشّفافيّة والموضوعيّة والتّوثيق في نفس الوقت، وبذلك يستجيبون لنصيحة الإمام القائلة: “عليكم بالأحداث”.


تنطلق إجابات المركز من رؤية مقاصدية للدين، لا تجعله طلسماً مطلقاً لا يفهمه أحد من البشرية التي جاء من أجلها، ولا تميّعه بطريقةٍ تتجافى مع مبادئه وأطره وأهدافه... تضع مصادره بين أيديها مستلّةً فهماً عقلانياً ممنهجاً... لتثير بذلك دفائن العقول...