علماء السّوء ودورهم في إحياء البدع!!

18 أغسطس 2017
1229
ميثاق العسر

#للعارف بالله الدّيلمي في الجّزء الثّابت انتسابه إليه من كتاب “إرشاد القلوب” إلتفاتة رائعة يتحدّث فيها عن سبب إماتة السُنّة وإحياء البدعة في بعض الأزمنة وإنّ علماء السّوء هم من يقف وراء ذلك؛ فبعد أن نقل ما رآه في مجموعة ورّام “المتوفّى سنة:605هـ” عن ابن عبّاس من القول:«لا يأتي على الناس زمان إلّا أماتوا فيه […]


#للعارف بالله الدّيلمي في الجّزء الثّابت انتسابه إليه من كتاب “إرشاد القلوب” إلتفاتة رائعة يتحدّث فيها عن سبب إماتة السُنّة وإحياء البدعة في بعض الأزمنة وإنّ علماء السّوء هم من يقف وراء ذلك؛ فبعد أن نقل ما رآه في مجموعة ورّام “المتوفّى سنة:605هـ” عن ابن عبّاس من القول:«لا يأتي على الناس زمان إلّا أماتوا فيه سُنّة وأحيوا فيه بدعة حتى تموت السُنن وتحيى البدع»، أقسم في بيان سبب ذلك قائلاً:
#فو الله ما أهلك النّاس وأزالهم عن الحجّة قديماً وحديثاً إلّا علماء السوء، قعدوا على طريق الآخرة فمنعوا النّاس سلوكها والوصول إليها وشكّكوهم فيها، مثال ذلك: مثل رجلٍ كان عطشاناً فرى جرّة مملوة فيها ماء فأراد أن يشرب منها، فقال له رجل: لا تدخل يدك فيها فإن فيها أفعى يلسعك وقد ملأتها سماً، فامتنع الرجل من ذلك، ثمّ إنّ المخبر عن ذلك أخذ يُدخل يده فيها، فقال العطشان: لو كان فيها سمّاً لما أدخل يده فيها !! وكذلك حال النّاس مع علماء السوء؛ زهّدوا النّاس في الدنيا ورغبوا هم فيها، ومنعوا النّاس من الدخول إلى الولاة والتعظيم لهم، ودخلوا هم إليهم وعظّموهم ومدحوهم وحسّنوا اليهم أفعالهم ووعدوهم بالسّلامة، لا بل قالوا لهم: قد رأينا لكم المنامات بعظيم المنازل والقبول، ففتنوهم وغروهم، ونسوا قول الله تعالى: “إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم”؛ وقوله تعالى: “ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع”؛ وقوله: “ويوم يعضّ الظالم على يديه”؛ وقوله تعالى: “يوم لا يغني مولى عن مولى شيئاً”». [إرشاد القلوب: ص54؛ طبعة بومبى].
#أجل شيخنا الدّيلمي؛ ولو نُشرت من قبرك ورأيت كيف نسبوا لك جزءاً كاملاً يتحدّث عن فضائل أمير المؤمنين “ع” ومثالب أعدائه وفضل تربته… لأغراض مذهبيّة معروفة مع إنّ كتابك الأصلي في وادٍ آخر، لما تزعزعت قناعتك الّتي كتبتها آنفاً ولردّدت القسم مرّات ومرّات… تابعونا لتعرفوا الحقيقة.


تنطلق إجابات المركز من رؤية مقاصدية للدين، لا تجعله طلسماً مطلقاً لا يفهمه أحد من البشرية التي جاء من أجلها، ولا تميّعه بطريقةٍ تتجافى مع مبادئه وأطره وأهدافه... تضع مصادره بين أيديها مستلّةً فهماً عقلانياً ممنهجاً... لتثير بذلك دفائن العقول...