#كان الخطيب السيّد داخل السيّد حسن “مؤلف كتاب معجم الخطباء” يقرأ مقدّمة قبل شروع أستاذه المرحوم الشّيخ عبد المجيد الصّيمري بالخطابة، وقراءة المقدّمة قبل الخطباء البارزين عرف سائد في تلك الفترة لمن أراد امتهان الخطابة الحسينيّة والدّربة في ممارستها، بخلاف الفوضى العارمة الّتي نعيشها هذه الأيّام، وفي بعض السّنوات كان للصّيمري “الشّيخ” وتلميذه “السيّد” مجالس […]
#كان الخطيب السيّد داخل السيّد حسن “مؤلف كتاب معجم الخطباء” يقرأ مقدّمة قبل شروع أستاذه المرحوم الشّيخ عبد المجيد الصّيمري بالخطابة، وقراءة المقدّمة قبل الخطباء البارزين عرف سائد في تلك الفترة لمن أراد امتهان الخطابة الحسينيّة والدّربة في ممارستها، بخلاف الفوضى العارمة الّتي نعيشها هذه الأيّام، وفي بعض السّنوات كان للصّيمري “الشّيخ” وتلميذه “السيّد” مجالس في قضاء المجرّ الكبير في محافظة ميسان العراقيّة بمناسبة شهر رمضان المبارك، وعصر كلّ يوم كانوا يخرجون إلى البساتين الجميلة المحيطة بذلك القضاء بصحبة مضيّفهم وهو أحد وجهاء المنطقة وخيارها، وذات يوم وفي أثناء هذه النزهة التحق بهم أحد معارف مضيّفهم وأخذ يسأل منه عن السيّد داخل من يكون، وهل هو “ابن هذا المومن” ويقصد بالمؤمن الشّيخ الصّيمري!! وهنا انزعج المضيّف من سذاجة السّؤال قائلاً له: أما ترى لون عمائمهم؛ فهذه سوداء وهذه بيضاء، فكيف يكون السيّد ابنا للشّيخ؟! فأجابه السّائل ببرودة أعصاب: وما المانع من ذلك أليست النّعجة تنجب الأسود والأبيض، فما المانع أن يكون السيّد ابن هذا “المومن”؟!
#أجل؛ لقد خاطب محمد “ص” أمثال هذا الصّنف من البشر واكتفى منهم بشهادة أن لا إله إلّا وإنّ محمداً رسول الله وبعض الأعمال البسيطة، ولم يدخلهم دورات تخصّصيّة في شرح تجريد الاعتقاد أو الاستصحاب القهقرائي لفهم عقائدهم؛ وبالتّالي فإلزام عموم النّاس بعقائد وأحكام إضافيّة لا دليل على ثبوتها سوى تجاذبات الرّواة وطموحاتهم لا معنى له في شريعة محمد “ص”، نعم حثّت هذه الشّريعة على العلم والتّعلّم وفاضلت النّاس وفقهما، لكنّ هذا شيء آخر لا علاقة له بعقائد فرضيّة وهميّة مبتدعة، ومن الله التّوفيق والمنّة.