طالب الحوزة والاستقلاليّة الماليّة!!

7 أغسطس 2017
1328

#تمكّنت الحوزة العلميّة في العقود الأخيرة من الحفاظ على استقلاليّتها الماليّة بعيداً عن الدّول والحكومات المتعاقبة؛ وذلك من خلال تفعيل ما اصطلحنا عليه بالخمس الشّيعي في هذا الزّمان ببيانات فقهيّة صناعيّة تقدّم الحديث في عدم تماميّتها سابقاً، فتوفّرّت إثر ذلك فرصة لبناء حوزات ومرجعيّات ومؤسّسات وتحقيق كتب وطباعتها ونشرها… إلخ من أمور معروفة في الوسط الحوزويّ.
#ورغم هذه الاستقلاليّة الماليّة الإيجابيّة الّتي تمتلكها الحوزة بعيداً عن سطوة بعض الحكومات ونفوذها [بغضّ الطّرف عن حقّانيّتها وعدم حقّانيّتها الفقهيّة كما أشرنا] لكن بقي نوع طالب الحوزة يعيش حالة عدم الاستقلاليّة عن سلطة القرار المالي الحوزويّ في تفكيره وقلمه وتوجّهاته وآرائه النّقديّة، إذ لا يستطيع طالب الحوزة النّابه ـ ولو بشكل غير شعوري ـ أن يفكّر بعيداً عن مقولات دوائر هذه السّلطة الماليّة على الإطلاق فضلاً عن أن يستطيع كتابة قناعاته المخالفة والتّبشير به؛ لأن سطوة المال سطوة بشريّة لا يمكن لعاقل أن يغفلها، وإنكار هذا الأمر إنكار للواضحات.
#نعم؛ لو قُدّر لطالب الحوزة أن يتوفّر على عمل حرّ يوفّر له استقلاليّة ماليّة كما كان لمعظم فقهاء أصحاب الأئمّة “ع” لاستطاع أن يتجرّد في تفكيره ونقده وملاحظاته العلميّة، ودون شعور طالب الحوزة بهذا الاستقلال ستبقى الرّتابة نفسها، وتثبّت نفس المقولات القديمة من خلال نحت بيانات صناعيّة جديدة لها، وهذا يعني انحساراً للوعي والعقلانيّة، وتكريساً للتّخريف والتّلقين بأوسع أبوابهما تحت شمّاعة الحفاظ على المذهب، والعرف ببابك كما يقولون!!


تنطلق إجابات المركز من رؤية مقاصدية للدين، لا تجعله طلسماً مطلقاً لا يفهمه أحد من البشرية التي جاء من أجلها، ولا تميّعه بطريقةٍ تتجافى مع مبادئه وأطره وأهدافه... تضع مصادره بين أيديها مستلّةً فهماً عقلانياً ممنهجاً... لتثير بذلك دفائن العقول...