زبانية الحوزة وقمع التّنوير!!

#كانت العلاقة بين المرجع الرّاحل المرحوم محمد رضا الكلبايكاني “1993م” ومؤلّف كتاب الشّهيد الخالد المرحوم صالحي النّجف آبادي “2006م” طيّبة جدّاً، وكان بينهما تزاور حتّى تصنيف الكتاب الآنف الذّكر؛ حيث أوصل صالحي الكتاب قبل طباعته إلى الكلبايكاني لقراءته وإبداء نظره لكنّ الأخير رفض استلامه، فبادر صالحي إلى الذّهاب بنفسه إلى بيت الكلبايكاني وإيصال الكتاب إليه للغرض نفسه، لكنّ ردّة فعل الكلبايكاني كانت غير متوقّعة بالنّسبة لصالحي؛ حيث نهره وعنّفه وطرده وكان ذلك بحضور صهره المرجع المعاصر لطف الله الصّافي والّذي كان له موقف سلبي شديد جدّاً من الكتاب أيضاً، وهكذا تفاقم الحال فساهم الزّبانية مهما اختلفت عناوينهم في رفع غيض الكلبايكاني من صالحي لينصّ بحضور مئتين من طلّاب الحوزة العلميّة في قم آنذاك: “أنا نادم لماذا لم أضرب صالحي على رأسه يوم سلّمني ذلك الكتاب!!”. [من مذكّرات المرحوم صالحي بالّلغة الفارسيّة].
#بلى؛ لا تستغرب من الكلام أعلاه؛ فأنا أقسم بالنّيابة عن المرحوم صالحي صحّة حديثه ونقله بل وزيادة على ذلك أيضاً؛ فالمؤسّسة الدّينيّة الشّيعيّة الرّسميّة تتعامل بما هو أشدّ من ذلك مع من يختلف معها في بضاعتها المتّفق على تسويقها بين أبناء صنفها، ولهذا يواجه الحوزويّ التّنويري فيها حرباً ضروساً تحرق أخضره ويابسه، ولكن علينا أن نميّز بين التّنويريّ المخلص الّذي يقدمّ أخلاقه وإنسانيّته على شهواته الحوزويّة وعنوانه، وبين من يتلبّس بهذا الّلباس وهو أسوأ من شرار التّقليديّين في باطنه، والله من وراء القصد.